بعض الشيوخ يحتاجون إلى حجر ومنع فوري من مُخاطبة الجماهير؛ أن تكون شيخاً ليس معناها أنك خطيب مفوه، وأنك قادر على مخاطبة الناس برقي واحترام. الترف الوعظي الذي نعيشه أخذ كثيرين إلى الشاشة دون أن يكون لديهم ثقافة معقولة تُجنبهم ويلات السقوط على الوجه وربما الرقبة؛ الفضائيات تتعاقد مع الشيوخ بالجملة، وليس لديها الوقت الكافي للفرز والانتخاب الجيد، ولذلك نسمع ونشاهد ما يخدش الحياء والذوق العام. لم يعد الأمر محدوداً على التهديد بالقتل أو التفجير بالأحزمة الناسفة كما جرت العادة؛ السعار الجنسي دخل على الخط فأخرج لنا طفلة مُشتهاة يجب تغطيتها بالكامل، وجاءنا -قبلها- بمن يخوف البنت من الجلوس مع أبيها بنفس الحجة؛ هذه صدمات كبيرة، وليست مجرد هفوات صغيرة يمكن تجاوزها. إذن لماذا نلوم تفخيذ الرضيعة؟ ما هو الفرق بين طفلة هي أصلاً مشروع شهوة عند بعضهم، وبين تفخيذات المعتوه؟ من سيحترم هذا الدين العظيم حينما يُقدمه بعضهم في قالب جنس بهيمي، والبعض الآخر في مسدس وحزام ناسف؟ كيف نلوم الآخرين حينما ينظرون إلى ديننا من منظار شهواني ضيق؟ كيف نقنعهم أن ديننا هو أصل الجمال والعدل والحضارة؟ نقوا ديننا من الشهوانيين الذين يتحدثون عنه بثقافتهم الجنسية؛ طهروه من المسدس والحزام الناسف، وبعدها لوموا الآخرين حينما يشوهون الصورة! عالجوا المكبوتين جنسياً من هذا الهذيان؛ كي يبقى لون الطفولة ندياً وزاهياً نحبه بطهر الأمهات والآباء، وفي المقابل لا تجعلوا هؤلاء نماذج دالة على مطاوعتنا الكرام.