السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هناك فرق بين قيادة الرجل وقيادة المرأة للسيارة؟ بالطبع هناك فرق واختلاف تناوله الكثير من الأبحاث التي لم تنته بعد إلى الجزم بتفضيل قيادة أحدهما للسيارة على الآخر، وفي هذا الصدد تؤكد بعض الدراسات أن الرجل بطبعه أكثر عنفاً من المرأة، ليس فقط في قيادته للسيارات، وإنما في سلوكه بوجه عام، وطبقاً لهذه الدراسات فإنه لا توجد دولة في العالم تتجاوز نسبة الجرائم التي ترتكب بواسطة النساء نسبة الجرائم التي يرتكبها الرجال. وفيما يتصل بعدم احترام قواعد المرور، فطبقاً لإحصائية أجريت في "المملكة المتحدة" أخيرا، اتضح أنه في عام 2012 فقط بلغت نسبة ما ارتكبه الرجال من مخالفات مرورية 53 في المائة، كذلك هناك العديد من الأبحاث البريطانية، تؤكد أن الرجل يميل أكثر إلى تجاوز السرعات المقررة على الطريق، مما ينجم عنه حوادث كثيرة. وفي "ألمانيا" انتهى الباحثون إلى النتيجة ذاتها، وأكدوا أن المرأة تميل أكثر إلى احترام قواعد المرور أثناء قيادتها للسيارة، وأرجعوا ذلك إلى أن المرأة أكثر تعقلاً، وأكثر اهتماماً بمعرفة قوانين المرور واتباعها، على العكس من الرجل الذي يستمتع بخرق قوانين المرور، وذلك في محاولة منه للمبالغة في إظهار قوته كسائق ماهر مما يشعره بالثقة الكبيرة وبالزهو بنفسه. إذا كان الفارق والاختلاف بين قيادة الرجل وقيادة المرأة يصب في مصلحة المرأة، فإن هذا لا يعني بالطبع أن المرأة سائقة ماهرة والرجل سائق غير ماهر، وإنما يرجع الفارق والاختلاف إلى الرجل كرجل والمرأة كامرأة، حيث إن طبيعة حياة الرجل منذ العصر الحجري تتطلب نوعاً من العدوانية، فرضت عليه أن يسلك سلوكاً عنيفاً في الصيد، وأن يتصف بصفات العدوانية والعنف التي مكنته من أن يبقى على قيد الحياة ويتناسل، ومن هنا يمكن القول: إن رجل العصر الحجري قد نقل جيناته لأحفاده الذين استخدموها في قيادة السيارات بدلاً من الصيد.