من خلال تجربتي في قيادة السيارة لسنوات كثيرة، وبعد اطلاعي على واقع الحياة في السعودية وجدت أن لقيادة المرأة السيارة فوائد جمة تعود عليها وعلى أسرتها وعلى المجتمع السعودي ومنها: - التقليص من الزيادة السكانية غير المبررة من السائقين الوافدين إلى المملكة من أجل العمل في هذه المهنة، ما يترتب عليه التوفير على موازنة الدولة من المصروفات الاقتصادية كالمأكل والمسكن والصحة والراتب الشهري للسائقين، إضافة إلى التقليل من المشكلات الاجتماعية المترتبة على ذلك. - التقليل الواضح من المصاريف المترتبة على الأسر نتيجة الاستعانة بسائق مع تحمل مصاريف إعاشته أحياناً ما يثقل كاهل تلك الأسر. - إعادة التوازن للمجتمع في ما يتعلق بحجم العمالة الخاصة بالسائقين قياسا بباقي فئات العمالة في المجتمع، بحيث يصبح طبيعياً متقارباً مع المجتمعات الأخرى. - التقليل من مشكلات التحرش الذي يمكن أن تتعرض له الفتيات أو النساء من هؤلاء السائقين، الذين يأتون من ثقافات مختلفة، وأحياناً أديان مختلفة. - اختفاء ظاهرة ركوب رجل غريب ليس بمحرم مع أفراد الأسرة الإناث في السيارة، لأن المرأة ستقود بنفسها أو مع بناتها وأبنائها من دون إقحام رجل غريب معهن في كل مرة، وبالتالي الحفاظ على حرمة وخصوصية المرأة والفتاة في السعودية. - التقليل من أعداد الذكور الواقفين أمام بوابات مدارس الإناث فور انتهاء دوامهن من أجل تسلمهن لإيصالهنّ لبيوتهن بشكل يضايق الفتيات أنفسهن عند خروجهن من البوابة، إذ ستصبح الأم هي من تأتي لنقل بناتها، كما يحدث في الكثير من الدول العربية، أو يذهبن في حافلة المدرسة. - التقليل من عدد حوادث السير، إذ أظهرت الدراسات في الكثير من دول العالم أن الذكور أكثر تسبّباً في حوادث السير من الإناث، خصوصاً في فئة الشباب اليافع، وأنّ الذكور في حال وجود الإناث يقدن السيارات في الشوارع فإنهم يقللون من نسبة طيشهم ويلتزمون أكثر بقواعد المرور، إضافة إلى حرص المرأة الكبير على أرواح الآخرين أكثر من حرص الذكور كما وُجد في الدراسات. - التقليل من نسبة تأخر النساء العاملات على وظائفهن والأبناء على مدارسهم نتيجة تأخر السائقين عليهم. - زيادة احترام الرجل للمرأة وتقديره لها، وبالتالي التقليل من مشكلات العنف الأسري والطلاق الناتج عن كثرة الضغوطات على الرجل في السعودية في ظل هذا العالم الصعب؛ لأنه سوف يشعر بأن زوجته أصبحت معيناً له في قضاء حاجات الأسرة لا عالة عليه، كإيصال الأبناء للمدرسة، وشراء بعض حاجات البيت، وعند سفر الزوج أو مرضه أو غيره. - شعور المرأة بكينونتها كإنسان، لأن الله تعالى عندما خلق البشر خلقهم صنفين لا ثالث لهما، وهما الذكور والإناث، وعندما فرض الشرائع فرضها على كليهما على اعتبار أن كليهما بشر وكل منهما سوف يحاسب على أفعاله ذكراً كان أو أنثى، وبالتالي من حق المرأة القيادة باعتبارها إنساناً كالرجل تماماً، لها حقوق وعليها واجبات. - مواكبة العصر والتقدم السائد في كل دول العالم، إذ إن في أكثر الدول فقراً وأقلها تطوراً يُسمح للمرأة بالقيادة ولا تحرم حقها في ذلك، ويصبح هذا قرارها الشخصي وعائلتها في القيادة أو عدمها. - تغيير الصورة النمطية السائدة للمرأة المسلمة التي ارتبطت بها في الغرب في ما يتعلق بهذا الجانب الإنساني. إن قيادة المرأة السيارة لن تُفرض على أية امرأة في السعودية أو في أية دولة في العالم، بل يبقى أمر اختياري يرجع لها ولطموحها وبالتوافق مع زوجها وأسرتها. وأخيراً، وبعد كل هذه الفوائد لقيادة المرأة السيارة، ماذا ننتظر للسماح لها بالقيادة؟! كاتبة وباحثة تربوية