مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة متنفّس يعطي فرصة لكلّ من يمتلك قدرة على الكتابة ولو في حدّها الأدنى بأن يتواجد بصوته، آرائه، منطلقاته وأفكاره الخاصة. وبموجب هذه الفرصة وجدَ (الأشخاص ذوو الاعاقة) طريقهم للتعبير، ليس عن همومهم فقط.. بل وعن ابداعاتهم أيضاً. رغم أنهم كانوا قبل مشاركتهم في تويتر تحديداً يبحثون عن وسيلة لايصال أصواتهم (الخافتة)، ولم تكن هناك سوى محاولات يائسة للتواصل مع الاعلام التقليدي للالتفات إلى قضاياهم، بغض النظر عن نجاح هذا التواصل أو عدمه. ربما اعتدنا رؤيتهم بيننا يتنقّلون على كراسيهم المتحركة، أو مُقادين، أو محمولين على أكتاف ذويهم، أو محاطين بأجهزة تنفّس مساعدة، أو مرتدين لأطرافهم الصناعية، إنّما نجدهم اليوم يشاركون بالقرارات، بل يساهمون في صنعها، ويربطون أنفسهم عنوة بمجتمعٍ يطالبونه بالإيمان بهم واحترام امكانياتهم وتثمينها. يجبروننا على الاستماع لآلامهم، تفاصيلهم، أحلامهم، وابداعاتهم الحقيقية، والتي تختلف تماماً عمّا يطرحه الاعلام الموجّه والبعيد جداً عن واقعهم. الإعلام الجديد منح لكل ناشط من ذوي الاعاقة (مكبّر صوت) نقي وعالي الجودة، منحه منصّة، ومنبراً يخاطب به مجتمعه، حيث أخذ كل ناشط منهم على عاتقة مهمة الدفاع عن حقوقهم وحقوق زملائهم ممن حرمتهم اعاقتهم أو ظروفهم من المشاركة. إنَّهم يحملون لافتات يزيّنها شعارٌ موحّد يتمثّل في كرسيهم الأزرق والمتحرك، وإن كانوا لايستطيعون التخلّى عنه إلّا أنهم باتوا أخيراً قادرين على التحليق. أليس هذا دليلاً على أن تكبيل قدراتهم على أرض الواقع ليس بسبب اعاقتهم، إنّما بسبب معيقات المجتمع؟!. في الحقيقة هذه المعيقات تشعرهم باختلافهم غير المبرر عن الآخرين، رغم امتلاكهم لكل هذه الطاقات المغردّة. أمثال (خالد الهاجري) الذي تحمل تغريداته هاجس التعريف بالمسمّى المعتمد من قبل الاتفاقية الدولية لحقوق (الأشخاص ذوي الاعاقة) مطالباً إياهم بعدم اطلاق أي مسميّات أخرى تتوه بقضاياهم في ممرات التصنيف، ودهاليز خلافات المصطلحات. وكذلك (يحيى السميري) الذي لا يكفّ عن مواجهة المسؤولين ومجادلتهم ووضعهم في خانة حرجة أمام الأخطاء التي تحدث في مراكز التأهيل الشامل، أو تلك االمقصّرة في تفعيل الحقوق أو الخدمات. أما (عبدالله السنافي) و(مغرّد متمرّد) اللذان حرما من نعمة الابصار إلا أنهما أدهشا المتابعين لهما بشكل مذهل ومبدع، وأصبحا مرجعاً في أمور التقنية والتكنولوجيا. أيضاً (فواز الدخيل) رئيس نادي ارادة، (سفر الحقباني) لاعب المنتخب السعودي لذوي القدرات الخاصة في كرة السلة، (خالد الحدبان) المتفائل بحسابه المعروف باسم: أنا لستُ معاقاً، ولاننسى القاصة (أروى المسيطر )، البطل (محمد الشريف )، (أحمد العتيبي)، والحبيبة (نور الهدى )، وغيرهم الكثير. ربما اعتدنا رؤيتهم بيننا يتنقلون على كراسيهم المتحركة، أو مُقادين، أو محمولين على أكتاف ذويهم، أو محاطين بأجهزة تنفّس مساعدة، أو مرتدين لأطرافهم الصناعية، إنّما نجدهم اليوم يشاركون بالقرارات، بل يساهمون في صنعها، ويربطون أنفسهم عنوة بمجتمعٍ يطالبونه بالإيمان بهم واحترام امكانياتهم وتثمينها. يجبروننا على الاستماع لآلامهم، تفاصيلهم، أحلامهم، وابداعاتهم الحقيقية، والتي تختلف تماماً عمّا يطرحه الاعلام الموجّه والبعيد جداً عن واقعهم. وبمناسبة اليوم العالمي للإعاقة أردتُ فقط أن أقول لهم: لقد أصبحتم في تويتر من صنّاع الخبر، مدافعين، قائدين، ومطالبين بحقوقكم، بدلا أن كنتم مستمعين فقط، ومنتظرين دوركم.. ذلك الذي لا يأتي. فكل عام وأنتم قدوتي، كل عام وأنتم أصحّاء وسالمون.