ليس هناك كلمة (حائرة) وجائرة في زماننا مثل كلمة (ديوث)، تلك الكلمة التي ترسل مجانا وبالأطنان عبر كل وسيلة اتصال ممكنة : أنت ديوث إن أخرجت زوجتك كاشفة وجهها، وأنت ديوث إن صورت ابنتك صورة جماعية بجانب رجال أو تحدثت في شغلها مع زميلها، ويحسبك كثيرون على مذهب (الدياثة) إن سمحت لابنتك بالدراسة في الخارج، وقد يصل الأمر الى أن تهبط إلى هذه المرتبة إن لبست نساؤك عباءاتهن على أكتافهن أو أخرجن أيديهن وأقدامهن.!! عمال على بطال أنت ديوث لأنك لم تتبع خطاهم في (تغليف) المرأة وحفظها (كجوهرة مصونة) عن كل ما له علاقة بالحياة ونشاطاتها البدهية الطبيعية، وفي مثل هذه الحال فإن كل مسلمي الأرض - عداهم - تلحقهم شبهة الدياثة، لأن كل المسلمات - إلا ما ندر - في مشارق الأرض ومغاربها يكشفن وجوههن ويغشين وظائفهن ويلتقطن الصور الفردية والجماعية المختلطة، فهل يعقل هذا أو يقبل ممن لديه ذرة من عقل؟!! عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه على آله وسلم) قال: ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ الخمر والعاقّ والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ.. رواه أحمد والنسائي، والدّيوث قد فسّره النبي (صلى الله عليه على آله وسلم) في هذا الحديث بأنه الذي يُقرّ الخبث في أهله، سواء في زوجته أو أخته أو ابنته ونحوهنّ، والخبث المقصود به الزنا وبواعثه ودواعيه وأسبابه من خلوة ونحوها، والسؤال الآن : بعد إيراد هذا الحديث، أين الدياثة أو شبهتها في كل ما (تطنطنون) حوله من تصرفات وما تتهمون به الرجال والنساء من ممارسات طبيعية في حياتهم؟ هل صورة جماعية أم حديث (عملي) أم بعثة البنت أم كشف الوجه وعباءة الكتف تعني (الديوث الذي يرضى الخبث في أهله) أو تؤدي إلى الزنا ؟ إنه الاجتزاء وهو مصيبة والجرأة على الخلق وقذفهم وهي مصيبة أعظم في زماننا هذا.!!