دعوة المنشآت لتقديم إقرارات ضريبة القيمة المضافة عن فبراير الماضي    جامعة الملك خالد الأولى وطنيًّا والثانية عربيًّا والخمسون عالميًّا    ابتدائية 32 للبنات بخميس مشيط تنظم مبادرتي "فرحة يتيم" و"كسوة العيد" لأيتام "عطاء"    رينارد يحطم أرقام سلبية في المنتخب السعودي    مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجمع بين معايير البناء قديمًا وحديثًا في تجديد مسجد القلعة    الخطوط السعودية تلغي رحلاتها من وإلى لندن حتى إشعار آخر    الإعلام الصيني: المنتخب السعودي أظهر وجهه الحقيقي    كنو يغيب عن مواجهة اليابان    مؤشر الأسهم اليابانية يسجل أعلى مستوى في 8 أشهر    تدشين أول تطبيق لتوثيق ملكية العقارات البلدية رقميًا في الشرقية    محافظ بيش يرعى حفل أضخم مشروع لتفطير الصائمين في المحافظة    جمعية أصدقاء البيئة تحتفي بمجلس إدارتها وداعميها بغبقة رمضانية بالخبر    وقاء عسير ينظم "مسامرة رمضانية" ضمن مبادرة اجاويد3    تكريم الفائزين في ختام مسابقتي "رتل " و"بلال" بالأحساء    مستشفى النعيرية يعزز الصحة في رمضان بحملة "صم بصحة"    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجربة لأحدث منظومة صاروخية مضادة للطائرات    منصة "إحسان" تبدأ استقبال زكاة الفطر    طيران الأمن في رئاسة أمن الدولة في أول ليلة من العشر الأواخر لشهر رمضان    ألمانيا تقلب الطاولة على إيطاليا بثنائية وتقترب من قبل نهائي دوري أمم أوروبا    إقامة صلاة القيام في أول ليلة من العشر الأواخر بالمسجد النبوي    إقامة صلاتي التراويح والتهجد في أول ليلة من العشر الأواخر بالمسجد الحرام    جندلة بطلا لبطولة تنمية الشقيق الرمضانية    كأس آسيا .. أخضر الشاطئية يتغلّب على الصين بخماسية    محافظ الرس يرعى "رمضانيات" لنادي الرس الرياضي لذوي الإعاقة    محافظ الطائف يستقبل رئيس وأعضاء جمعية أدبي الطائف    حرب السياسة    سلمان بن سلطان يدشّن المركز الكشفي للمهارات والهوايات الطلابية    حسن كادش يغادر لقاء الأخضر والصين مصابًا    السعودية تعود للانتصارات بالفوز على الصين    الجوازات تستقبل (693) طالبًا في دورة الفرد الأساسي ال (48)    المملكة توزّع سلالًا غذائية بمختلف محافظات سوريا    الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة    مخيّم التفطير الدعوي لجمعية الدعوة بالصناعية القديمة يواصل عطاءه حتى ال 20 من رمضان 1446ه ،واستفادة أكثر من (18,443 صائمًا)    ترمب يوقع أمراً تنفيذياً لإغلاق وزارة التعليم بأميركا    «الصحة» تقيم النسخة الخامسة من «امش 30» في المسار الرياضي    مستشفيات وعيادات دلّه تعلن عن مواعيد العمل خلال أيام عيد الفطر المبارك    مستشفى الإمام عبدالرحمن الفيصل يطلق حملة "صم بصحة" لتعزيز الوقاية خلال رمضان    جامعة أم القرى تستقبل القنصل لبوركينا فاسو لبحث التعاون الأكاديمي    فريق جمعية أضواء الخير التطوعي يواصل جهوده في الحرم المكي خلال شهر رمضان    ثماني سنوات من الطموح والإنجاز ذكرى البيعة لولي العهد محمد بن سلمان    روائع العمارة الإسلامية في أماكن غير متوقعة.. مساجد تبهر العالم    رئيس الوزراء الباكستاني يصل إلى المدينة المنورة    نائب وزير التجارة تشكر القيادة بمناسبة تمديد خدمتها بالمرتبة الممتازة    سمو ⁧‫ولي العهد‬⁩ يستقبل أصحاب السمو أمراء المناطق بمناسبة اجتماعهم السنوي الثاني والثلاثين    مركز الملك سلمان يوزع سلالًا غذائية بسوريا وطاجيكستان    السعودية تدين استهداف موكب الرئيس الصومالي    سحور عواجي يجمع أهل الفن والثقافة    دخل رسميًا أولى مراحل المجاعة .. القطاع بين الموت والجوع.. المساعدات سلاح بيد إسرائيل    الذهب يرتفع والنفط يتراجع    بعد اتصالات ترامب مع زيلينسكي وبوتين.. العالم يترقب النتائج.. محادثات أمريكية – روسية بالسعودية لإنهاء الحرب في أوكرانيا    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وصول التوأم الطفيلي المصري إلى الرياض    كيف أفسد ترمب صفقة المقاتلات على الولايات المتحدة    جامعة خالد تُطلق معرضها القرآني الرمضاني الأول    ‏⁧‫#نائب_أمير_منطقة_جازان‬⁩ يستقبل مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بجازان المعيَّن حديثًا    نائب أمير جازان يقلّد مساعد قائد حرس الحدود بالمنطقة رتبته الجديدة    "الحياة الفطرية": لا صحة لإطلاق ذئاب عربية في شقراء    رأس الاجتماع السنوي لأمراء المناطق.. وزير الداخلية: التوجيهات الكريمة تقضي بحفظ الأمن وتيسير أمور المواطنين والمقيمين والزائرين    دعوات ومقاعد خاصة لمصابي الحد الجنوبي في أجاويد 3    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غَزَّة «الربيع العربي»

لم تعد غزة الربيع العربي كغزة الأمس، يوم كان الحصار يطوقها من كل جانب، العدو أمامها، والمخذِّل وراءها يحاصرها ويضيّق عليها؛ حتى المساعدات الإنسانية يمنعها، أو يماطل في الإذن بمرورها، أما غزة اليوم فقد انزاح عنها بعض الحصار، وتوالت عليها الزيارات الرسمية الداعمة، وكان لدول الربيع العربي في ذلك الحضور الأكبر. مرّت بغزة سنوات عجاف من الحصار الخانق المطوِّق لها من كل جانب، فلم يبق إلا طريق البحر حاولته أساطيل الحرية لفك الحصار بمعونات إنسانية إغاثية محضة.
من يرى تطوّر صواريخ القسام اليوم التي صارت تهدد تل أبيب والقدس لا بد وأن سيصاب بدهشة المفاجأة، فقد كان المظنون أن تضعف القدرات العسكرية لفصائل المقاومة بعد شدة الحصار، وأن يتبعها شيء من الهزيمة المعنوية؛ لكن الأمر كان مفاجئاً للعالم، وليس لإسرائيل فحسب، تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في عددها الصادر الثلثاء الماضي: «إن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أصبحت ذات تنظيم عالٍ ومهنية متزايدة، أصبحت تحت قيادة القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري تتبنى أنظمة تدريب وتسلسل قيادي واضحين.
الحكومة الإسرائيلية الصهيونية نفسها شعرت بالحرج والقلق البالغ جرّاء تطوّر صواريخ القسام - التي كانت مفاجأة لها - وما أورثته في نفوس الإسرائليين من هلع ورعب شديدَين، حملتْ نتنياهو أن يطالب دولاً عظمى بالضغط على حماس للتهدئة وضبط النفس!».
لقد قيل ما قيل من تحليلات سياسية في مبادرة الجيش الإسرائيلي بالغارة التي استهدفت أحمد الجعبري - رحمه الله وتقبله في الشهداء - ولماذا توقيتها في هذا الوقت تحديداً!... كان مستفيضاً إذاً أن الصهاينة هم مَن بدأ بالعدوان بعد مدة ليست بالقصيرة من التهدئة، لم تكن هذه الحقيقة بحاجة إلى جهد لاكتشافها؛ غير أن المؤسف حقاً أن يكون أناس من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ويعيشون بيننا، وبيننا وبينهم وشائج قربى ومواطنة غالطوا في القضية أكثر مما غالط الصهاينة أنفسهم، وقلبوا الحقائق أكثر مما قلبها أولئك، جعلوا الجزار هو الضحية، والضحية هي الجزار، حين تقرأ مقالةً لأحدهم لا تشعر بعدها إلا بحالة غثيان وامتعاض.
هل هذه حالة مصادرة للآخرين أن يقولوا رأيهم في القضية؟! أو أسلوب من الإرهاب الفكري يمارس ضد الآخرين في نقدهم لحركة حماس وفصائل المقاومة؟! كلا! بل إن هذا الاستفهام الاستنكاري هو صورة أخرى من صور المغالطة المكشوفة.
لم نقل: إياكم ونقد فصائل المقاومة! ولا إن الناقد لها متصهينٌ عميل. إنما قصارى الأمر: ألا تغالط في نقدك، وألا تحاول بتكلف ممجوج قولبة كل صور المقاومة في قالب العنتريات، وصورَ التأييد في قالب المزايدات.
لك الحق أن تجعل نفسك في موقف متجرد متعقل لا تتلاعب به العاطفة كما تتلاعب بمن تلمزهم في خطابك؛ لكني بحق أجدك من أشد من تلاعبت العاطفة بعقله، وقلّبت له الحقائق، ففي خطابك أسلوب التهكم والسخرية بكل أشكال المقاومة وقدراتها العسكرية والسياسية، حتى صرت ترى صواريخ المقاومة مجرد ألعاب نارية عابثة؟! لكنك تتعامى عما فعلته هذه الألعاب النارية بتل أبيب، وبنتانياهو وحزبه. أكل هذا التوتر والانفعال بسبب حركة الربيع العربي التي لم ترُق لك؟! ولتحركات دول الربيع التي تراها استعراضية انتهازية؟! فما ذنب الحقيقة إذاً لتغتالها؟!
في خطابك العقلاني المجرد من العاطفة العابثة تنكر على الضحية المستضعف حق الرد على أي عدوان، أو انتهاك لاتفاق الهدنة، بل تجاوزت ذلك إلى أن تجعل لإسرائيل حق الدفاع عن النفس! وتحاول أن تصور للآخرين أن فصائل المقاومة هي المتهورة، إذ بادرت بإطلاق الصواريخ كما يمليه عليك خيالك الكاذب! صارت الحرب التي هي مشنونة من طرف واحد - في خطابك - قتالاً بين طرفين متنازعين على أرض ليس لها تاريخ! كأن الأرض المغتصبة عنوة وعدواناً لا يُدرى من الأحق بها، ولو عرفنا الطارد والمطرود!
في مراعاة تقدير المصلحة والمفسدة - كما في مسألة التصعيد في مواجهة الجيش الصهيوني - تختلف الآراء ما بين مؤيد لسياسة فصائل المقاومة، ومنتقدٍ لها؛ لكنه خلاف سائغ مقبول محتمل، أما أن تغالطَ الواقع وتقلبَ الحقائق لأن نقد المقاومة وتشويهها هدف تصمدُ إليه وتتوسل إليه بأية ذريعة، فهذا مما لا يجوز احتماله فضلاً عن قبوله، وعليك أن تحتمل من الناس ما يحتمله الكاذب المزور... وسوف يشهد التاريخ من سيتردى في مزبلته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.