جاء في الصحيح عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرء قاتله، أو شاتمه، فليقل إني صائم»، متفق عليه، هذا هو الأصل في حال الصائم، وهذا هو الواجب أن يصبح الصوم جُنة يحجزه عن السباب والمشاتمة والإثم والعدوان (...)
الدعاء عبادة، بل هو العبادة، ولكل عبادة فقهٌ يجب أن يعرفه من يؤديها، وأولى الناس بفقه الدعاء هم أئمة المساجد؛ لأنهم يدعون لهم ولغيرهم في قنوت الوتر، ولا يملك المأمومون إلا التأمين على دعائهم، فيتأكد في حقهم فقه الدعاء وآدابه أكثر مما يتأكد في حق من (...)
عزيزي الشاب! أراك في مقتبل العمر وريعان الشباب لم تحنكك التجارب بعدُ، ولا تزال حماستك تتقدم عقلك في بواكيره، فأنت في مطمع من خطابات الأدلجة والاستقطاب والاصطفاف، تستهدفك لتتخذ من عاطفتك وسذاجة فطرتك وجذوة الإيمان والغيرة في قلبك الطيب وقوداً، تُذكى (...)
لو عرضت مراحل العمر كعرض السجل للكتب لكان لك أن تقول: إن مرحلة الطفولة في تشكلها هي مقدمة الكتاب، تكشف شيئاً من معالم الكتاب وملامحه وموضوعه؛ لكنها لا تعرض فكرته، فهي غير معنية بعرض الأفكار وبسطها ولا التعمق في تفصيلاتها، تاركةً ذلك إلى مرحلة أخرى.. (...)
لم تعد غزة الربيع العربي كغزة الأمس، يوم كان الحصار يطوقها من كل جانب، العدو أمامها، والمخذِّل وراءها يحاصرها ويضيّق عليها؛ حتى المساعدات الإنسانية يمنعها، أو يماطل في الإذن بمرورها، أما غزة اليوم فقد انزاح عنها بعض الحصار، وتوالت عليها الزيارات (...)
في مشهدنا الثقافي الفكري، بل والعلمي أيضاً، أورام وأخاديد ما زالت تشوِّه صورته، وتسيء إليه، تيارات متحزبة... اصطفاف في قضايا لا تستحق التصعيد، فضلاً عن المفاصلة... خطاب متشبع بالتخوين واستعداء السلطة... تنشئة على ثقافة القطيع... تيارات أخرى تستعدي (...)
ليس أقبح من الفساد إلا توظيف الدين لتبريره، أو اتخاذه مخرج طوارئ للتنصل من المسؤولية، نحن نفهم أن كل شيء بقضاء وقدر، منه ما هو محض قضاءٍ لا حيلة للبشر فيه، لا دفعاً ولا جلباً ولا درءاً لأسبابه؛ كالزلازل والبراكين؛ لكن كثيراً مما قُضي وقدّر لا يخلو (...)
منذ أول ذكرى لأحداث 11 سبتمبر وحفلات تأبينهم لضحايا ذلك اليوم تتضاعف، ليتضاعف معها تجريم ذلك الفعل الإرهابي، فقنواتهم مشغولة بتذكير الناس بمآسي ذلك اليوم وتأبين ضحاياه وتجديد التخويف من إرهاب إسلامي مترصد، وانساقت بعض قنواتنا وصحفنا العربية إلى هذه (...)
من المسائل التي لا يزال كثير من الناس يتنازعون فيها بأهوائهم، ويردون فيها الحق بعد ما تبين مسألةُ العصبية الجاهلية، من قبلية وإقليمية وقومية وعرقية، وإذا كان مؤسفاً أن تراها في العوامّ والدهماء، فأشدُ من ذلك أسفاً أن تجدها في من تظهر عليهم سيما (...)
صحت الأحاديث في النهي عن التشبه بالكفار عموماً، وباليهود والنصارى على وجه الخصوص، ودلت نصوص كثيرة على أن مخالفة المشركين وأهل الكتاب أمر مقصود في ما يخص شعائرهم الخاصة، كما صحت نصوص كثيرة في النهي عن التقليد الأعمى ولو خالف الحق الصريح تشبّهاً (...)
يبدو أن بعض وسائل الإعلام وكتّابِ الأعمدة الصحافية المخضرمين يعيشون معنا مع فارق التوقيت... لا يزال خطابهم كما هو قبل ثورة الإنترنت والفضائيات، حين لم يكن ثمة صوت إعلامي إلا صوتهم، عليهم أن يدركوا جيداً ما يدور حولهم من مؤثرات جديدة تعمل في إعادة (...)