لا أقتنع كثيراً بأن "دوام الحال من المحال" في البرامج الفضائية، لكني اقتنع أكثر بأن تجويد العمل والإعداد الجيد هو السبيل الأوحد للبقاء في خانة النجوم، وهو المثبت الأقوى لأي برنامج في قائمة الأكثر مشاهدة. بعض البرامج تصنع نجوميتها بقوة الإعداد وحسن انتقاء الضيوف واختيار المواضيع، وتكسب نصيباً من المشاهدة ثم تنطوي على "النجومية" لتهمل الإعداد بارتجالية الحوار، ولا تفكر كثيراً باختيار الضيوف حتى تشعر أن بعضهم اختير لسد فراغ ! خفتت "إضاءات" تركي الدخيل، بعدما سيطر برنامجه لفترة طويلة على مراكز متقدمة في "الأكثر مشاهدة"، وبعدما نال نصيباً من الجوائز كان يستحقها، وبعدما كان يسحب مشاهديه معه مهما تغير توقيت عرضه، ويحتفظ باسمه حتى لو طالت إجازة البرنامج السنوية. برامج كثيرة خفت بريقها لكنها لم تكن بسطوع "إضاءات" ولا بقدرات مقدمه الزميل "تركي الدخيل"، التي كانت بسطوعها تحجب الرؤية عن غيرها من البرامج.. اليوم لم يعد ل"إضاءات الدخيل" بريق، ولم تعد إضاءاته تلفت الانتباه باستثناء قلة من ضيوفه تلفت الانتباه إلى أن "الإضاءات" لم تنطفئ. مقبول أن تكون إحدى حلقات أي برنامج ضعيفة أو لم يوفق المعدون في محاورها وضيفها، لكن المحزن أن تكون أغلب حلقات الشهر غير مؤثرة وغير مثيرة لضعف الإعداد أو قلة الضيوف المميزين! (بين قوسين) كثرة البرامج الحوارية وتكاثر الفضائيات لا يعنيان تناقص مشاهدي بعض البرامج، بل يعنيان أن المنتجين سيسعون لكسب المنافسة بتقديم الجيد وعدم الرضا ب"سلق" الحلقات من أجل الحضور فقط.