ظاهرة تأخر سن الزواج لدى الشباب والفتيات تمثل مشكلة كبيرة تعاني منها معظم دول العالم وخاصة الدول العربية فعدم استقرار الشباب وهم ركيزة المجتمع ومستقبله يؤثر سلبا على المجتمع وعلى مدى تقدمه وتطوره، و لم تظهر هذه الظاهرة الخطيرة في السعودية إلا في السنوات الأخيرة ففي الماضي كان الشاب يتزوج ويكوّن أسرة قبل بلوغه سن الثلاثين، والآن قلة قليلة من شبابنا من يملك القدرة على الزواج مبكرا ودفع المهر وتوفير مسكن الزوجية ، فالغالبية العظمى من الشباب يلجأ إلى مساعدة عائلته أو الاقتراض والوقوع في فخ الديون التي قد يستمر سدادها لسنوات وسنوات مما قد يؤثر سلبا على العلاقة بين الزوجين بسبب ضغط الدين وتكاليف الحياة الباهظة . تأمين تكاليف الزواج والسكن أصبح الشغل الشاغل لكثير من الشباب السعودي الراغب في الاستقرار والبعد عن مواطن الفتنة ،وبسبب ارتفاع المهور وارتفاع إيجارات الشقق السكنية في السعودية اضطر كثير من الشباب إلى تأخير زواجه إلى ما بعد سن الثلاثين حتى يكون قادرا على تأمين المهر وتكاليف حفلة الزفاف وتجهيز مسكن الزوجية . ومن أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ومساعدة الشباب على إكمال نصف دينهم ظهرت عديد من الجمعيات الخيرية التي تسعى لتيسير الزواج على كل محتاج من خلال تقديم المساعدات المالية والعينية للراغبين في الزواج وتنظيم حفلات الزواج الجماعي، ومن أبرز الجمعيات الناشطة في هذا المجال الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة والتي دشنت هذه الأيام حملة إلكترونية في تويتر من أجل تزويج عشرين شابا وفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تحت عنوان «زوجونا». أدعو أهل الخير للمساهمة في دعم هذه الحملة المباركة من أجل إدخال السرور في قلوب شبابنا وفتياتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة فهم جزء من النسيج الاجتماعي ومن حقهم علينا أن نقف معهم وأن ندعمهم.