القول الجامع المانع الذي سمعته من موظف الاستقبال في أحد فنادق دبي قبل يومين، وهو يخاطب زميله، هو أن «السعودية كلها في دبي»، وهذا صحيح، فأينما رفعت حجرا أو صعدت جسرا أو دخلت نفقا أو زرت (مولا) أو منتجعا في البر والبحر ستجد السعوديين «رجالا ونساء وأطفالا» يتزاحمون ليقضوا عيدهم ويضحوا بموانعهم وحواجزهم الداخلية والنفسية، التي لم يعودوا يطيقونها ولا يقدرون على حلحلتها. نساؤهم وهن بيت قصيد الحواجز الداخلية محجبات أو منقبات، يغشين برفقة الأزواج والأولاد كل أماكن الترفيه والعيد السعيد : من (الووتر بارك) إلى السفاري ودور السينما والمقاهي المفتوحة على الأرصفة التي تتمتع هذه الأيام بطقس جيد. أما التسوق فحدث ولا حرج، إلى درجة أن المدينة الذكية أعلنت هذه السنة عن تشغيل أغلب (المولات) أربعا وعشرين ساعة. دبي تحتفل بنا كل موسم وتُفرغ جيوبنا، لأنها تستحق ما تأخذ، بينما بلادنا تزداد عتمتها السياحية موسما بعد آخر لأسباب لا تخفى على أحد. لا يريد الناس محافظين ومنفتحين أن يضيعوا أيام إجازاتهم في شقق مفروشة خربة وخدمات سيئة وضيق اجتماعي يبدأ من حواجز المطاعم ولا ينتهي بتصرفات الشباب الطائشة في الأسواق والأماكن العامة. يريد الناس المتعة والراحة والهدوء والاحترام، لذلك لاحظت أن السعوديين في دبي لم يضحوا بموانعهم فقط، بل إن بعضهم ضحى بعنترياته التي يُظهرها في شوارع وأسواق المملكة ويؤجلها أو يعلقها إذا حضر إلى أي مكان خارج أسوار الفوضى. نحن أكثر من نخلة عوجاء .. نحن حوض هائل من النخل الأعوج الذي يرمي ثمره في أحواض الآخرين، ولا نزال مسؤولين ومواطنين مسرورين بما نفعل. وفقنا الله وأدام لنا عز دبي وذكاءها السياحي الكبير.