توافدت حشود السعوديين في دبي؛ وقد استقبلوا بالمولات المشرعة أبوابها من دون إغلاق على مدى 24 ساعة. وقد لبس الباعة بيجامات النوم كطريقة للاحتفاء والاحتفال بالسيّاح. هذا التوافد السعودي على دبي يوضح أن الخليج ثقافته متقاربة من جهة، ويؤكد على أن دبي هي مدينة الخيارات الكثيرة. والناس هم شهداء على الإنجازات، ودبي حققت معجزة استثنائية لجذب السياح من العرب وغير العرب. معجزة وقف خلالها رجال يواصلون الليل بالنهار، فأنت تدلف مطار دبي لتجد ابتسامات ترحب بالزوار وحسن معاملة من أصغر شخص إلى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد الذي بات يغرد في تويتر تحت هاشتاق "دبي ترحب بالخليجيين" بعد أن افتتح الاماراتيون قبلها بأيام هاشتاق يعلن عن ترحيب الاماراتيين بالسعوديين في دبي. الأزمة الاقتصادية التي مرت بها دبي بدأت تتجاوزها باستمرار، قطاعات كثيرة عادت إلى التعافي من جديد، ولعل الذين راهنوا على انتهاء زمن "فقاعة" دبي يقرأون الآن هذه الأعداد المليونية التي تأوي إلى دبي المليئة بالخيارات الجميلة للفرد والعائلة. دبي ليست مدينة ذات طقس جذاب، بل إن حرها ورطوبتها في الصيف تشبه أي مدينة ساحلية سعودية، كما أن دبي لا تضم الغابات أو الوديان والحقول، بل هي مدينة صنعت نفسها بنفسها، استطاعت أن تتحدى الظروف الطبيعية التي كان يمكن أن تشلّ الحياة فيها. الحيوية التي اتخذتها دبي كلها بجهد الناس وجهد إداري بحت وتنمية تدار بدقة. لهذا أصبحت دبي مكان جذب للأطفال والفتيات والنساء والشباب والرجال، تمكنت من اجتذاب أذواق الكثيرين، فمن يريد المولات أو الأسواق الشعبية أو المطاعم والفنادق والمقاهي فسيجد ذلك في دبي وبخاصة أن العواصم العربية التي اعتاد الناس عليها عواصم سياحية لا تزال تعيش اضطرابات مثل بيروت وتونس والقاهرة. جاء في خبر جريدة الحياة عن سياحة السعوديين في دبي: "وأكدت مصادر سياحية أن حجوزات الفنادق والطيران بلغت 100 في المئة، ما اضطر شركات الطيران الوطنية إلى زيادة رحلاتها من المملكة وإليها تلبية للطلب الكبير، في ظل تزامن الإجازة مع موسم الحج. وتوقع المنسق العام لمهرجان دبي إبراهيم صالح، أن يبلغ عدد الزوار السعوديين خلال فترة العيد مليون سائح"!! بآخر السطر؛ فإن دبي ليست فقاعة، وإن تمناها البعض من اعداء النجاح كذلك، فهي صنعت نفسها بنفسها، فليس لديها تضاريس أو أجواء جاذبة، وإنما راهنت على التنمية، لدينا الكثير من الأماكن التي حباها الله الأجواء العذبة والمطر والخضرة لكنها تحتاج إلى تفعيل تنموي حقيقي خارج المحسوبيات وخارج أنياب الناهشين لخيراتها. دبي يمكنها أن تكون نموذجاً يحتذى فلا نشعرنّ بالأسى ونحن نشاهد مدينة نمت في 10 سنوات فقط، فالفرح بإنجازات أهلنا في الخليج أمر مشروع.