السرقة الفكرية في نظري أخطر ما يكون على الأمة والمجتمع الثقافي على وجه الخصوص، وأخص بالذكر ما هو موجود على الإنترنت والمنتديات والمجلات الإلكترونية لمبدعين معروفين أو مجهولين تتم سرقة مجهوداتهم وكتابتها في المنتديات والمواقع دون نسبتها لأصحابها وضرب الأمانة العلمية والفكرية بعرض الحائط، فضلا عمن يستعين بها في مؤلفاته دون الإشارة لها وعزوها لأصحابها أو للإنترنت في حالة كان الكاتب مجهولا وغير معروف.. وهناك السرقة غير المباشرة وهي لا تقل خطرا عن السرقة المباشرة مثل سرقة الفكرة أو النتيجة العلمية لدراسة أو بحث علمي أو تشيبه أو مصطلح بليغ في نص أدبي وصياغته في نص مختلف مثلا فلا بد للأمانة العلمية والأدبية من عزو مثل ذلك إلى أصحابها بأي طريقة حتى وإن كانوا مجهولين فحتما هناك طريقة تخرج بها هذه الفكرة أو هذا النص عن نسبتها لنفسك.. والفكرة والمصطلحات هي في نظري أهم وأجود من النص المباشر وكثير من الناس يستهين بسرقة الأفكار معللا أن الأفكار ليست حكرا على أحد والحقيقة أنها ليست حكرا على أحد لكنها ليست ملكا لكل أحد فمن أبسط حقوق الآخرين هي نسبة أفكارهم لهم والاعتراف بهم وبها وعدم نسبتها لذات الناقل أو السارق حتى وإن كان مجرد مصطلح مسمى يطلقه أحدهم على نفسه.. وأستغرب كثيرا من عدم معالجة هذه الظاهرة وتجاهلها من الكتاب والمثقفين رغم أنها مستشرية بشكل يكاد يجعلها هي الأصل والأمانة العلمية والفكرية هي الاستثناء.