(1) تعرفون العبارة التي ابتكرتها طرافة وخفة دم الشعب المصري ( الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان ) والتي تتساءل عن ذلك الشخص ذي الملامح الصارمة والذي كان يقف وراء عمر سليمان لحظة قراءته لخطاب تنحي مبارك عن حكم مصر . من هذه العبارة تم ابتكار ألف نكتة ، وما يُقال في شوارع القاهرة بعد فترة قصيرة تسمعه في كل الشوارع العربية بلهجته المصرية الرائجة عربياً أو بعد أن تتم " ترجمته " للهجة المحلية ، مع بعض الاسقاطات عن الأحداث التي تمس الناس في كل بلد .. هكذا تنتشر النكتة المتقنة في كل الجهات . تألقت خفة الدم المصرية حول هذه اللحظة ، ولم يتركوا شيئاً في العالم إلا وجعلوا له علاقة ب ( الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان ) .. قلبوا شعار الثورة في لحظة مرحة ، وجعلوه بهذا الشكل ( الشعب يريد معرفة الراجل اللي ورا عمر سليمان) .. تبدلت بعض الأبيات الشهيرة لتصبح بهذا المعنى ( ليس الفتى من قال كان أبي / إن الفتى من قال أنا الراجل الواقف ورا عمر سليمان ) .. بل أن أحد الشيوخ الظرفاء ختم دعاءه ب : حفظ الله مصر ، وأهلها ، والراجل اللي ورا عمر سليمان ! وأخيراً ، وبعد أن أصبح ( الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان ) أشهر من ميدان التحرير ، وبعد سيل .. بل فيضان من خفة الدم : عرف الشعب المصري شخصية (الراجل ) وهو العقيد حسين شريف . (2) في السعودية نحن نحتاج إلى حملة لمعرفة ( الراجل اللي ورا حسين عثمان ) ! ( الراجل اللي ورا عمر سليمان ) يختلف كثيراً عن ( الرجّال اللي ورا حسين عثمان ) : الأول كان واضحاً في الصورة بملامحه الصارمة . الثاني هو رجل متخيّل وأظن أن ملامحه أكثر صرامة . الأول كان يقف لحفظ الأمن في لحظة عصيبة . الثاني يقف ضد أمننا ومستقبلنا وواحد من صانعي الفساد . الأول في الصورة ولا علاقة له بالمشهد . الثاني خارج الصورة ولكنه يشارك بتشكيل المشهد . (3) قبل محاولة معرفة ( الراجل اللي ورا حسين عثمان ) من هو حسين عثمان أصلاً ؟ أظن أن الأغلبية منكم تعرفه : هناك من شاهد برنامج داود الشريان عنه ، وهناك من قرأ بعض ما كتبه الزملاء حوله وما تداولته المواقع الإلكترونية عنه .. هو باختصار : عمل طبيباً في السعودية وبعد فترة تم ابعاده لأسباب تدور حولها الشكوك . غادر إلى أمريكا وعاد لاحقاً ليحصل على الجنسية السعودية . دخل مجال الاستثمار في التعليم وأسس بترخيص من وزارة التعليم العالي " الكليات العالمية الأهلية " . تم اغلاق الكليات لوجود الكثير من التجاوزات فيها ولسوء ما تقدمه ، وتم تشريد الكثير من الطلبة فيها ، وضياع سنوات من أعمارهم ومستقبلهم الدراسي بعد أن شُفط من جيوبهم وجيوب عائلاتهم ملايين الريالات . باختصار : هي " حدوتة سعودية " مثالية ، تفوح منها وبين سطورها رائحة الفساد النتنة ! (4) الناس تريد معرفة الراجل اللي ورا حسين عثمان ! والرجل الذي يقف وراء عودته . والرجل الذي يقف وراء منحه التصريح . والرجل الذي ، والوزارة التي لم تتابع ما يفعله في التعليم وفي مستقبل ابنائنا وبلادنا . والرجل ، أو الرجال الذين يقفون بجانبه : إن كان له شركاء ؟ وألف رجل - من نزوله في صالة المطار حتى تحوله إلى مستثمر - سهلوا له الكثير من الأمور وعميت عيونهم عن تجاوزاته وفساده . (5) حاكموا حسين عثمان .. ولكن قبل هذا : حاكموا ( الرجل الذي يقف وراء حسين عثمان ) و ( الرجل الذي يقف أمام حسين عثمان ) والقوانين، والأنظمة، والفساد، والتربة، والماء، والأسمدة، وكل الأشياء التي أنبتت حسين عثمان في أرضنا !