بعد قرار إغلاق مقاهي الشيشة في جدة في وقت محدد خرج مستثمر أجنبي عبر التلفزيون ليحتج على القرار بأنه دخل مستثمرا بافتتاح مقهى شيشة على مساحة أرض كبيرة مستأجرة لمدة 25 عاما فمن سيعوضه الآن عن خسارته العظيمة ؟! السؤال الأهم من ذلك عزيزي المستثمر الأجنبي ليس كيف ستعوض استثمارك، بل كيف دخل استثمارك من الأساس، وحصلت على رخصتك من الأصل ؟! فهل أصبحت استثمارات مقاهي الشيشة والمعسل من رؤوس الأموال الأجنبية التي عملت هيئة الاستثمار على جذبها ؟! أتمنى أن يفهمني أحد كيف يمكن لمقهى شيشة يفتتح برخصة استثمار أجنبي أن يفيد الاقتصاد الوطني ؟! كم وظيفة سيوفرها للمواطنين. لا للعمال الأجانب الذين يعمرون الشييش ويشعلون الفحم ؟! كم ريالا من الريالات السعودية التي ستدخل حساب هذا الاستثمار الأجنبي من الجيوب السعودية ستعود لتدور في عجلة الاقتصاد الوطني، وتستقر في منابعه بدلا من أن تطير بها الرياح العابرة للحدود ؟! أتعاطف مع المستثمر الأجنبي ليس لأنه خسر أموال استثماره وإنما لأنه وقع ضحية مثلنا لدعاية هيئة الاستثمار التي ظلت لسنوات عديدة ترسم لنا الأحلام الجميلة، وتفرش لنا الورود الزاهية لنكتشف أن الأحلام ليست إلا كوابيس والورود ليست إلا أشواكا ! لقد اجتاح الاستثمار الأجنبي قطاعات الأعمال الصغيرة ليقضي على مواطن رزق المواطنين ومنحنا «التستر» الشرعية التي كان يبحث عنها ليتخلص من مشاركة المواطنين حتى الفتات، لكن أن تكون مقاهي الشيشة والمعسل في سلة الاستثمار الأجنبي فهذه .. قوية. !