لماذا نسمح للسلحفاة أن تعمل روحها في مكاتبنا الحكومية؟ ونفشل في أي محاولة للتنسيق بينها وبين الأرنب ونستفيد من جدية تلك وسرعة ذاك. عندما يغيب التنسيق تتفاقم المشاكل فغيابه هو سبب انشاء كثير من المكاتب التي انشئت من أجل مزيد من الخدمة المتطورة ولكننا سرعان ما نكتشف أنها كانت تمثل العثرات التي تؤخرنا وتمنعنا نهائيا في بعض الأحيان من الوصول. الجمعيات الخيرية ليست بالقليلة في كل منطقة من مناطقنا وتشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية ولكن التنسيق بينها (مبني) على ظهر سلحفاة ولهذا لا ترى منجزة.. تولد أجيال وتموت أجيال والسلحفاة لم تصل بعد!! فالوزارة في الأصل يغيب عنها التنسيق مع الوزارات الأخرى وسلحفاة الربط بين الوزارات أبطأ بكثير من السلحفاة الداخلية. الجمعيات الخيرية ليست بالقليلة في كل منطقة من مناطقنا وتشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية ولكن التنسيق بينها (مبني) على ظهر سلحفاة ولهذا لا ترى منجزة.. تولد أجيال وتموت أجيال والسلحفاة لم تصل بعد!! فالوزارة في الأصل يغيب عنها التنسيق مع الوزارات الأخرى وسلحفاة الربط بين الوزارات أبطأ بكثير من السلحفاة الداخلية.تتجاذبني عدة أسئلة وأفكار حول موضوع الإسكان الخيري. منها : هل هناك قاعدة بيانات عن المحتاجين وأحوالهم عند كل جمعية على حدة لتزود بها الوزارة من أجل تكوين قاعدة بيانات كبرى لهذه المهام والتي من اهمها الوقوف على من يستحق ومن لا يستحق فهناك محتاج لا يعرف كيف يصل للجمعيات الخيرية ولا تعرف له الجمعيات طريقا لتصل إليه وهذا قصور من إداراتها. وهناك محتاج يسجل في أكثر من جمعية ويتحايل في كل اتجاه!! هناك من يحتاج لكل شيء وهناك من يحتاج لبعض من الأشياء ولكن معظم الجمعيات تساوي بين الجميع وفقا لبرامجها التقليدية كسوة الشتاء والصيف والأعياد و(مقاضي رمضان). تقول إحدى السيدات دخلت إلى شقة من الشقق التي قدمتها الجمعية لأحدهم وهي شقة جديدة كان شرط استلامها الارتقاء بالمستوى الصحي والتعليمي للأبناء ولبقية أفراد الأسرة. تقول: دخلت فوجدت الصراصير تتجول في أرجاء المكان وأكواما من أكياس الارز الجديدة رصت في المطبخ فوق بعضها البعض واحتياجات أخرى تكومت في مكان آخر والحال لم يختلف كثيرا عما كان عليه الوضع سابقا عندما كانوا في سكن لا يصلح لآدمية البشر. هذا المثال جزء مما عنيته في المقال السابق ولا حاجة لتكراره. المؤسف أنه حتى الطرق التطوعية من النادر أن تخرج عن إطار أساليب الجمعيات الخيرية التي مازالت تصر على الأسلوب القديم نفسه في المعونة. قليل منهم طبقوا نظام الكوبونات التموينية ثم عزف عنها بعضهم عندما رأوا أن البطاقات يصرف بها الشامبو والكريم وغيره ولم يعجبهم الحال!! ولماذا.. نعم هذا هو المطلوب فأكياس الارز والزيت والسكر ليست هي فقط احتياجات الناس ولهذا هم بحاجة لعون مختلف لا يعتمد على الفم بل على العقل.. فعندما رفعت منذ سنوات لوحات ضخمة في الشوارع تدعو للعمل لا للسؤال. لم نر تفعيلا لتلك المقولات إلا نادرا ومن دخلوا هذه المجالات نجحوا فيها وأبدعوا حتى لو كان المنتج مجرد خلط بهارات او غيرها من المهن التي تدر ربحا يتضاعف شيئا فشيئا. كلنا نعرف أن العمل عبادة من العبادات التي تتضمن الشكر لله على صحة البدن والعقل ولكننا لا نقترب من تلك المفاهيم بقدر ما نقترب من مفهوم إطعام الطعام ولا أدعو هنا لإلغاء الثاني بل للتنسيق فيما بينهما لتعالج مشاكل الفقر من جذورها لا من فروعها. ويظل التنسيق بين الجهات المعنية هو الاهم وهو الأكثر اهمالا من كل الأطراف فاذا ما استمر الحال على هذا النحو من الانفصال فسنعالج جانبا ونترك الآخر بلا علاج.