لم نكن بحاجة لاستعراض الصداقة المزيفة التي تربط الكاتبين محمد السحيمي وأحمد العرفج فقد عرى كل منهما الآخر وظهرا بصورة مهزوزة تجبرنا على السكوت والشفقة. قدم لنا المذيع المتألق علي العلياني وجبة إعلامية بمهنية عالية منذ عودته بعد العيد وحرك المياه الراكدة وكاد يصل برنامجه إلى الذروة وهو يجمع لنا السحيمي والعرفج على طاولة واحدة وكنا نتوقع نغمة حوارية متناغمة مع مكانة وقيمة هذا الثنائي المتمكن من أدواته الكتابية، لكن الشطحات والنطحات التي شوهت ظهروهما أفقدت المشاهد المتعة الثقافية التي كان ينتظرها فقد مارس كل منهما الإسقاطات العلنية وتنافسا على سقط المتاع وفتات الموائد. تصوروا البداية على أن الثنائي رفاق درب تعليميا ومن رواد القلم لدينا بينما مفردات المداولة خرجت عن النص وكان العزف الانفرادي نشازا، بل مقرفا ومقززا... السحيمي يصف العرفج بالسطحي ويؤكد أنه صمت 18 شهرا في الوقت المناسب وعاد بشروط جديدة، على الطرف الآخر يصف العرفج صديقه السحيمي ب »مهايط بدو» تصوروا الغشمرة تحولت من فرد إلى شريحة من المجتمع نعتز بها كثيرا، ويواصل العرفج قذف حمم الحوار ليقول للسحيمي أنت نمر من ورق وتطرق للعضلات والأنياب وقال لماذا لا تترك « عريف» الصحافة الورقية الذي أعلنت توقفك بسببه وتتجه للمواقع الإلكترونية ؟ تأسفت لهذه المناطحة التي أنقذنا منها العلياني بإسدال الستار قبل نهاية العرض ... ما الذي ينقص السحيمي لو اعترف بصدق حدس رفيق دربه العرفج ؟ ولماذا تعامل العرفج مع السحيمي بلغة «عدوك صاحب مهنتك» ؟ في المسرحيات الراقية يكسرون الجدار الرابع وفي لقاء العرفج والسحيمي تكسير للعظم والأواني المستطرقة!