قال: بالله وتالله و واللهِ أن تطليقي لزوجتي للمرة الثالثة كان بالإكراه وذلك لأنها أمسكتني في منطقة حساسة في جسدي وحلفت ألا تفلتها إلا بعد أن أطلقها ففعلت. هكذا أقسم (س) من الناس أمام المعنيين بالأمر حتى يراجع زوجته. موقف هذا الرجل تم تدويله في حديث المجالس النسائية والرجالية للإضحاك والسخرية مع أن مثل هذه المواقف متكررة.عجبي هنا ليس لأن الرجل بلا مشاعر مرهفة ويحاول أن يراجع زوجته بعد (العلقة)!! ولا لأن زوجته فعلت فعلتها تلك فهي أعلم باللغة التي يستجيب بها زوجها!!لكني انتظرت مستجدات القضية ولم تطالعنا الأخبار المحلية بطلاق جديد تحت تهديد الساطور لأن الفتوى في تلك القضية قضت ببطلان ذلك الطلاق!! فعلمت بعدها أن تلك المرأة صبورة وكان الله في عونها.. تطلب المرأة الطلاق أحيانا لمحاولة استشفاف مكانتها عند زوجها أو للضغط عليه لأجل تنفيذ رغبة ما أو لأهداف أخرى ليس منها الطلاق، تصرخ وتقول :(طلقني) وفي قلبها تقول:(انتبه تسويها)أو(يارب ما يصدق) لكن عندما تطلب منه ذلك الأمر في لحظات هدوء وصفاء فهي تعني ذلك بقوة ،وتبّاً لرجلٍ لا يعرف تلك اللغة الراقية ولا يفهم إلا لغة المحاكم والفضائح. إذا كان الرجل قاسيا يريد أن يثأر لكرامته ويضع مرارة في حلق طليقته لا تنتهي فليطلقها إذا رغبت بذلك حقا وليحسن فراقها وليفعل ذلك بكل رفعة خلق، فإن المرأة تتحسر على خواتيم و فراق الرجل الذي ارتدى لباس النبل حتى لو كان فضفاضا عليه.أما ذلك الرجل الذي يورد زوجته غرف المحاكم لتقول أمام الملاْ :لا أريد فُلاناً ،فهو الخائب الخاسر لأنه يذيقها مرارة مؤقتة قد تطول لكنها تنتهي بحلاوة لا تنفك تجعلها تقيم حفلة من الفرح بعد فراقه ويخرج هو بخسارة مبينة، الأولى في كرامته وشعوره ،والثانية في خُلُقه والوصمة التي علقت به بين الناس. أريد أن أختم بسؤال يجول في خاطري:هل يؤخذ بحلف المرأة ويمينها عندما تذهب للمحكمة وتقول: بالله وتالله و والله أن نفسي طابت من فلان زوجي ولا أريد العيش معه. فتأخذ حُكماً هيِّنا سريعا يريحها ؟؟؟