أعْتِبُ على الدكتور ناصر الحجيلان وأقول له: "ما هكذا تُورَدُ الإِبِلُ" وأدعو الصُّحُفِيين السعوديين، أن يعيدوا سيوفهم إلى أغمادها، إذا كانوا يحملون فعلا سُيُوفاً ! بدر أحمد كريم - المدينة السعودية أحترمُ الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان (وكيل وزارة الإعلام والثقافة للشؤون الثقافية) وأستغربُ منه أنْ يُقَلِّلَ من قيمة الصُّحُفِيين السعوديين، فيطالب الأدباء والمثقفين ب « أنْ لا يُسَلِّموا رقابهم للصُّحُفِيين» !! ويتهمهم ب»عدم وجود صُحُفِي مُحْتَرِف» ويصفُ أغلبَهم بأنهم «هُواةٌ، لا يَحْسِبُونَ حِسَاب ردّة الفِعْل، بِقَدْر ما ينظرون لعامل الإثارة». (صحيفة الوطن، 28 شعبان 1433ه، ص 32). معرفتي بالرجُل أنه مهذب, وما كنتُ أتوقعُ أنْ يقع في أحكامٍ صادمةٍ، مُسْتغَربة منه، وهو يعلمُ أنّ الإعلاميين السعوديين بما فيهم الصُّحُفِيُّون: أصحاب رسالة، ومسؤولية، حتى وإنْ جنحَ بعضهم للخطأ، أما أنْ يُحَرِّض على عدم استسلام رقاب الأدباء والمثقفين للصُّحُفِيين، فليعذرني إذا قلتُ: أخطأتَ يا أخي ناصر بِحَقِّ نفْسِكَ، وبحق الوِزَارة التي تمثلها، قبل أن تسيء للصُّحُفِيين السعوديين، ولا أخالها إلا زَلّة لسان، أتمنى أنْ تعتذر عنها علناً. إذا قُورِنَ أداء الصُّحُفِيين السعوديين بغيرهم من الصُّحُفيين الآخَرين في المجتمعات القريبة والبعيدة، فإن الصُّحُفِيين السعوديين، يَعُونَ تمام الوعي أدوارهم، انطلاقا من مسؤوليتهم الوطنية تجاه وطنهم، ومواطنيهم، وليست هناك حقيقة أكثر بداهة من ذلك، ومن العيْب التشكيك فيهم، أو اتهامهم بأنهم يَسِلُّونَ سُيُوفِهم على الرِّقاب، وأنا لا أرى في أيديهم سيوفاً، بل أقلاماً، ومحابرَ، وأوراقاً، وأدوات تسجيل صوتية، تَحكم أداءهم الإعلامي المادة (25) من السياسة الإعلامية التي نصّتْ على» الموضوعية في عَرْض الحقائق، والبُعْد عن المبالغات والمهاترات، وتقدير شرف الكلمة، ووجوب صيانتها من: العَبَث، والارتفاع عن كل ما من شأنه، أن يثير حفائظ الآخرين، ويوقظ الفِتَن، والأحقاد». لا أجِدُ مُبَرِّرا لما قاله الدكتور ناصر الحجيلان، وهو الذي يشارك في الكتابة الصُّحُفِية، ويركز على موضوعات ثقافية مُمَيّزَة، وله قراؤه، ومتابعو نشاطاته، ولا أعتقد أنّ الرجُل من النوع الذي يطارد الصُّحُفِيين السعوديين، لتلميع صورته، أو ذاته. أخيرا أعْتِبُ على الدكتور ناصر الحجيلان وأقول له: «ما هكذا تُورَدُ الإِبِلُ» وأدعو الصُّحُفِيين السعوديين، أن يعيدوا سيوفهم إلى أغمادها، إذا كانوا يحملون فعلا سُيُوفاً !! ولا عزاء لهم.