ومع الأسف بات منظرا طبيعيا حين نشاهد رجلا يقف على طريق عام ويتوارى قدر الإمكان خلف سيارته أو الآخرين ليقضي حاجته.. هذا ما يحصل، ورغم أنه مشهد مستهجن إلا أنه لا يمكن إلا أن تقدم له عذرا فقد يكون مريضا بالسكري أو الكلى، واضطر لذلك لعدم توفر دورات مياه عامة لدينا، كي تعين الناس على التخلص من السموم التي يحبسونها لفترات طويلة في أجسادهم حتى يصلوا إلى بيوتهم أو مقرات أعمالهم في ظل تباعد المسافات داخل المدن وكثرة المشاوير على كاهل بعض أولياء الأمور، خاصة أنّ الإحصاءات تثبت أن لدينا نسبة ليست قليلة من المصابين بالسكر، وهو مرض يستدعي الحاجة المستمرة لدخول دورات المياه! والأمر يزداد سوءا حين يكون متنزها عاما في حديقة أو على البحر وليس فيه دورات المياه، وإن وجدت بعض الحمامات المتباعدة المرفقة بالمساجد تجدها مقفلة أحيانا ولا تفتح إلا في أوقات الصلاة! ومع الأسف مثل ذلك أثر كثيرا في عاداتنا الصحية، فكثيرون باتوا لا يشربون القدر الكافي من الماء رغم حرارة الصيف التي تستدعي شربه بوفرة، وكل ذلك حتى لا يعانوا حرجا حين لا يجدون دورة مياه أكرمكم الله والأمر بمنتهى الصعوبة للمرأة، ونحن نعلم جيدا أن عدم شرب الماء الذي نحتاجه يؤذي الجسم وخاصة الكلى، بل يكون سببا من أسباب الإصابة بالفشل الكلوي الذي وصل عدد المصابين به لدينا ما يقارب 13 ألف مصاب، والرقم مرشح للزيادة نتيجة عاداتنا غير الصحية في ظل ظروف حياتنا وبيئتنا غير الصحية التي لا تأخذها أمانات المدن والمسؤولون على محمل الجد.. ناهيكم عن كثرة المصابين لدينا بالسكر، فالسعودية بحسب ما قرأته في الصحافة العام الماضي هي ثالث دولة عالميا من حيث نسبة الإصابة بالسكري، فلدينا ما يزيد على ثلاثة ملايين من المصابين بالسكر، وهؤلاء يحتاجون لدورات مياه عامة يا جماعة الخير وإلا أصيبوا بالفشل الكلوي الذي يعتبر أساسا من مضاعفات السكر! وغيرهم من الأصحاء بحاجة لها أيضا حتى لا نصاب ونصل جميعنا إلى وزارة الصحة التي تعاني أساسا من قلة الأسرة والأدوية والمستشفيات وطول المواعيد وتحتاج للواسطات والبرقيات كي نُعالج بها، فكم أشعرتني صديقة بالألم حين أخبرتني أن والدها كي يحصل على موعد أشعة للقلب في أحد المستشفيات الحكومية عليه أن ينتظر ستة أشهر بحسب موعده في المستشفى وهو المريض بالقلب! ما أتحدث عنه؛ أن دورات المياه ليست ترفيها! كي يظن فيه من يظن ليهدروا وقتنا بين حرمانيتها وإباحتها كبقية القضايا التي باتت لكثرة مناقشتها تافهة لأنها محسومة! وإن كان عدم وجود دورات المياه وإقفالها إلا وقت الصلاة يعود أيضا إلى سوء الظن بأخلاق الناس! لذلك أحسنوا الظن رجاء ووفروها للناس وإلا فإن وزارة الصحة ستنفجر بنا كمرضى!