كشفت دراسة أجرتها (جامعة بوث) لإدارة الأعمال في شيكاغو، عن أن «إدمان التغريد عبر موقع تويتر أو تفقد البريد الإلكتروني، أكثر خطرًا من إدمان الدخان والكحول»، وذلك في بحث خاص عن قياس قدرة البشر على «مقاومة رغباتهم»، بلغ حدّ المقارنة بين النوم وممارسة الجنس، وبين رغبة الناس في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وبينت الدراسة أن «الرغبة في تناول القهوة أو التدخين أو الكحول سجلت معدلات منخفضة، مقارنة بالرغبة في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي». ما شدني أكثر في هذا الخبر ليس حالة الإدمان المستعصية التي نعرفها مسبقاّ منذ أن انطلق هذا العالم الافتراضي ونحن على علم وإدراك بها، فهذه المعلومة (الإدمان) ليست جديدة علينا ونعرف جيدا أن دراسات عديدة أشغلت فكر المحللين والأخصائيين النفسين في شأنها، وأن لظاهرة الإدمان سلبياتها النفسية وانعكاساتها على الإنسان، ولكن لو أخذناها من الجانب الآخر، خصوصا مقارنتها بشرب الكحول والتدخين، هل سنجد أن هذه الدراسة تعطي الضوء الأخضر للبعض ممن لا يرجعون إلى المشائخ ويستشيرونهم: هل التويتر حرام أو منكر؟ أو تعطي فرصة أكبر للبعض من اللامنطقيين الذي يتكاثرون في مواقع التواصل الاجتماعي (أصحاب الفتاوى التويترية) ممن ينتقد الناس أفكارهم وأطروحاتهم خصوصا من ضجت بهم في الأونة الأخيرة، وممن ظهر لهم (هاشتاقات) على ما يطرحونه من أفكار مضحكة وغريبة ليس لها أساس ولامنطق؟! وبما أن التويتر أيامه ولياليه وساعاته حبلى بالمفاجآت، هل سنرى خلال الأيام القادمة أنه حينما يتعرض أحدهم إلى خناق فكري وهاشتاق لاذع سيصدر فتوى من (عندياته) تنقذه مستنداً على تلك الدراسة؟