خالد الفاضلي الحياة اللندينة 1285 جزيرة سعودية في البحر الأحمر والخليج العربي لم تنال استحقاقاتها في مناهجنا المدرسية. ثمة 135 جزيرة سعودية في الخليج العربي، وكلها - قد تكون - مرشحة لتصبح ملف نزاع إقليمي فيما إذا أرادت إيران ارتكاب حماقة عسكرية في سياق تصاعد همجيتها المتسارعة منذ سنوات نحو الاستجابة لغرور عسكر لم يجربوا حرباً نيفاً و20 عاماً، مما يعني أن أغلب كوادر قياداتها العسكرية لم يخض حرباً قط، على اعتبار أن أغلب جيش حربها مع جيش صدام خرج من الخدمة، أو باتوا كهول. تحديداً جزرنا الموجودة في الخليج العربي، يجب أن نحفظ أسماءها عن ظهر قلب، نكتب أسماءنا على كل قطعة حجر هناك، هي جزء من الوطن الأم حتى وأن ارتمت على صدر مياه الخليج، لا يجب أن نمارس تجاهها كل هذا التجاهل ثم إذا «وقعت الفاس في الراس» نصرخ في وسائل الأعلام أو أروقة الأممالمتحدة بملفات تحمل أسماء لا يهز تكرارها وجدان الشارع السعودي دون غيره. تطرز زرقة ثوب البحر الأحمر 1150 جزيرة سعودية، الرقم كبير جداً، لكنه مجهول للإنسان السعودي، بمن فيهم رجال التنمية، الاقتصاد، التعليم، السياحة، التجارة، الصناعة، كذلك المتحمسون لبناء مناطق تجارية حرة تحقق تحرراً من تعقيدات قانونية تمارس إنهاكاً للجسد الاقتصادي خاصة في مجالات النقل البحري، والموانئ السعودية المهزومة من ميناء أصغر قيمة من حيث الحجم وإستراتيجية الموقع، أقصد ميناء دبي تحديداً. يطل على جزر السعودية في الخليج العربي والبحر الأحمر 15 دولة، مما يتيح تحقيق مكاسب سعودية في مجالات عسكرية، تجارة بينية، كما أن تحويل الجزر الكبرى - وهي كثير - إلى منصات صناعية يحقق تفريغ سريع لملايين من العمالة الأجنبية المتواجدة على جسد الأرض الأم، أو على الأقل وقف الزحف البشري، هناك في الجزر الصناعية سنحوز على مكتسبات الصناعة بعيداً عن سلبياتها بما فيها تلوث يزداد يومياً. يأتي بث الحياة في الجزر السعودية بثمار متنوعة، ربما كان في مقدمتها دخول السعودية إلى دائرة الاكتفاء الذاتي من صيد البحر، عوضاً عن استيراد قرابة 90 في المئة من سلتها الغذائية السمكية من بلدان تطل على البحر بسواحل أقل من سواحلنا، ومن المدهش أن تكون اليمن مصدر مهم لأسواق الأسماك في السعودية. يستطيع رأس المال السعودي، منفرداً أو بالتشارك مع الأجنبي، صناعة معجزات سياحية على جزر سعودية يزورها حالياً أسراب الطيور المهاجرة فقط، هناك سيكون انفراج كبير، فركوب طائرة أو سفينة، يحقق للسائح السعودي خروج من جلباب، ويتدثر بجلباب آخر اعتاد على ارتدائه بمجرد وصوله إلى أرض بعيدة. يحتضن البحر الأحمر أيضاً 200 نوع من الشعب المرجانية، كذلك يفعل الخليج العربي برقم أقل يقارب الستون، وحدهم أباطرة صناعة الدواء، وهواة الغوص يدركون أهمية ذلك، ثمة دخل قومي، وظائف غير محصورة، حلول اقتصادية، حيازة منافسة وأولوية في أسواق عالمية، وغير ذلك يحدث إذا تحررنا من تجاهل البحر.