في الوقت الذي ندعو الله عز وجل أن يغفر لسمو ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي رحل عن دنيانا الفانية يوم أمس، يجب ألا ننسى أبدا دعائم الأمن التي تم الحفاظ عليها بفضل الله أولا وآخرا على يده رحمه الله خلال الثلاثين سنة الماضية، في وقت شهدت في هذه البلاد منعطفات مهمة وبالغة الحساسية.. ربما لو تعرضت لها دولة أخرى لكانت مادة تدرس في كتب التاريخ. كانت جهود الأمير الكبيرة في وزارة الداخلية مشهودة وبالغة الأهمية، ولطالما تحدثنا عنها وتحدث عنها الآخرون.. توالت جهوده في بناء الوزارة على مدى 37 سنة تقريبا.. حتى صنع منها مؤسسة تربوية كبرى.. لا تهتم بالجانب الأمني وحده، قدر اهتمامها بالجوانب الأخرى المرتبطة به والمترتبة عليه، كالجوانب السلوكية والإصلاحية والتدريبية والتربوية.. حتى اكتسبت وزارة الداخلية شخصيتها من شخصية الأمير، وارتبطت به بشكل مؤثر. أزمات كبيرة وكثيرة مرت بها بلادنا.. قضايا وملفات أمنية حساسة.. حدود ملتهبة، وعمليات تهريب واسعة.. كلها تعاملت معها وزارة الداخلية بحزم وضبط شديدين، كان الأمير الراحل غفر الله له يمثل فيها دائما رجل الأمن الأول. ندرك قيمة الأمير الراحل، ويدركها غيرنا جيدا.. ومن هذا المنطلق ونحن نشهد رحيل رجل الأمن الأول في بلادنا، تترسخ لدي قناعة أن أهم نعمة تستوجب الشكر هي نعمة الأمن والاستقرار.. "رب اجعل هذا بلدا آمنا"، ولذلك يفترض أن نكون أكثر الناس حرصا على الحفاظ على هذه النعمة. رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز، وغفر له.. "إنا لله وإنا إليه راجعون".