من التساؤلات المُحيِّرة التي يطلقها بعض الشباب، وبعض المثقفين أيضا، وقد سمعتها منهم مرارا، خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، كما في تويتر وغيره، قولهم: أيعقل أن عالماً كبيراً مثل ستيف جوبز خدم البشرية وجعل الحياة أسهل يدخل النار ومسلم لم يفعل شيئا يدخل الجنة وكأنهم يرون في ذلك المآل ظلماً للعلم والإبداع، وانحيازا للجهل والكسل، وما لم يستحضروه وهو الذي قادهم لتلك التساؤلات، نظرتهم للأمر من زاوية واحدة، ولو نظروا إليه باتساع رؤية أكبر، لاستبانت لهم حقيقته، لاسيما وقد غاب عنهم أن لكلِّ منظومة شروطها!. فالحصول على رخصة قيادة سيارة مثلاً ممّا يشترط له كون المتقدم مُبصِرا، حتى لو لم يجتز الابتدائية، وبالتالي لن ينالها أعمى ولو كان مفكراً أو فيلسوفا عظيماً لعدم تحقق الشرط المطلوب فيه، تماما كدخول أي مكان مخصّص للنساء فإن شرط دخوله كون الداخل أنثى، وليس مُخترعا أو عالما، وعدم السماح للعالم بدخوله ليس تحقيرا لعلمه، ولا تعظيما للمرأة التي دخلته ولو كانت جاهلة، ولكن هذا شرط الدخول وذلك مشروطه . يمنع الدخول لغير المصرح لهم» فيقوم باقتحام المكان والدخول دون إذن، بحجة أنه دكتور أو برفيسور، فإن النظام وأدنى حسٍّ حضاريّ لا يدعونا لمباركة تصرفه بقدر مايجعلنا نمقته، وكتاب الله وسنة نبيه أحق بالاحترام وبحسب عقيدتنا فعلماء الكفّار وإن خدموا البشرية هم في النار، لأن الجنة لا تُدخَل إلا بشروطها، وأهمها شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وليس بمُختَرَعٍ أو إنجاز علمي مهما عظم شأنه، ولو أن أي عالم عظيم ملحد أو وثني أو يهودي أو مسيحي كان عاقا لوالديه فإن عظمته لن تجعله باراً بهما، كما إن عظمته لن تدخله الجنة لأن شروط دخول الجنة ليست هي ذات شروط النبوغ العلمي . وأولئك العلماء عملوا لدنياهم وكُرِّموا فيها، ونالوا حظهم من الشهرة والمال والمجد والخلود، والإدعاء بدخولهم الجنة ليست طيبة أو إنسانية كما يتصور البعض، بقدر ماهي افتئات على الكتاب والسنة، كما أي منظومة اصطلح أهلها على دساتير تنظم العمل بها، فإن من يتجاوزها خارج على قانونها، ومن تعترضه لافتة في مستشفى أوفندق أومطعم مكتوب عليها:»يمنع الدخول لغير المصرح لهم» فيقوم باقتحام المكان والدخول دون إذن، بحجة أنه دكتور أو برفيسور، فإن النظام وأدنى حسٍّ حضاريّ لا يدعونا لمباركة تصرفه بقدر مايجعلنا نمقته، وكتاب الله وسنة نبيه أحق بالاحترام مما سواهما، أخيرا لن أقول: ستيف جبز في النار لأني لا أعلم الغيب ولذات السبب لن أقول: إنه في الجنة لأني لست نبياً ولا أملك تبشير أحد بها!.