أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة بن عبد الله خياط أن نعيم الآخرة لا مكافئ له ولا مساوي، ولا يعادله أي نعيم، فضلا عن أن يفوقه أو يزيد عليه «فلا عجب أن يكون لهم في كل باب من أبواب الخير نصيب وافر، بالقيام بأوامر ربهم سبحانه، وأداء للفرائض، وكف عن المحارم، وتقرب إليه بالنوافل، واشتغال بكل نافع يمكث في الأرض، وإعراض عن الزبد الذي يذهب جفاء، مستيقنين أنهم حين يتخذون من أعمارهم المحدودة طريقا إلى رضوان ربهم بما يستغرقونها من الأعمال وما يودعونها من الصالحات إنما يزرعون اليوم ليحصدوا ثمار غرسهم غدا، مستحضرين على الدوام قول ربهم عز وجل (من كان يريد الآخرة نزد له في حرثه)، وقوله سبحانه وتعالى (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا). وتطرق خياط إلى موقف الذين أغفل الله قلوبهم عن ذكره واتبعوا أهواءهم وكان أمرهم فرطا، موضحا أنهم جنحوا إلى سبل الضلال، وحادوا عن الجادة فقعدوا عن أداء الفرائض، ووقعوا في محارم الله، واستكثروا من أكل الحرام، وعبدوا الدينار والدرهم، وقام الشح عندهم مقام البذل، وتقطعت بهم الأسباب، وانفصمت العرى والوشائج، وأضحى التمتع بالنعيم الفاني منتهى قصدهم، وأكبر همهم، وغاية سعيهم، ومبلغ علمهم، فجمعوا لدنياهم ونسوا آخرتهم، فهؤلاء حق عليهم ذم الله وتوعده لهم بقوله عز من قائل: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم). وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن القناعة تسمو بالنفس، وتطيب بها الحياة، وهي توجيه نبوي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، بها يطمئن القلب، وتسكن النفس. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن الشريعة حرمت الإشارة إلى مسلم بسلاح أو حديدة، سواء كان جادا أو مازحا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار). وبين أن القتل بغير حق جريمة مزلزلة، وخطيئة مروعة، سواء كان المقتول من أهل الملة أم كان من أهل العهد والذمة (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق)، (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما). وأوضح البدير أن أهل الذمة لهم ذمة وعهد وحقوق، وعليهم عهود وواجبات وشروط، ومن أخل منهم بشيء من ذلك أو فعل ما يوجب نقض عهده وحل دمه وماله أو ما يوجب عقوبته، لم يكن لأحد من الناس أن يتولى ذلك بنفسه، كما هو الحال في شأن المسلم إذا أتى ما يوجب عقوبته، بل منتهى ذلك إلى ولاة أمور المسلمين الذين لهم الإمامة العظمى والولاية العامة والحكم والسلطان على ما تقتضيه مصلحة الدين والإسلام. وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الاعتداء الذي استهدف كنيسة للأقباط في مصر عمل إجرامي وظلم وعدوان تحرمه الشريعة الإسلامية، ولا تقره وهو قتل للنفوس المعصومة المحرمة بغير حق، وعمل إرهابي يناقض روح الإسلام ومبادئه، التي قامت على العدل ومعاني الرحمة والوفاء بالعهود ونبذ البغي والظلم والعدوان.