يحكى أن ذئباً كان يحلم دائماً بالتهام النعاج.... ويحكى أن أباً جمع أبناءه وأمسك حزمة أعواد.. ويحكى أن كان ثلاثة ثيران أبيض وأسود و أحمر يعيشون في أجمة ومعهم أسد.. ويحكى أن سنماراً كان بناء حاذقاً فأمره النعمان أن يبني له قصرا ثم رماه من أعلاه وذاك جزاء سنمار.. تلك حكايات تدهشنا ونحن صغار، نعاهد أنفسنا الغضة أن نأخذ منها العبر وألا نرتكب تلك الحماقات.. فما أن نبلغ الحلم حتى ننسى.. ونؤكل يوم أكل الثور الأبيض وتنقصف مساعينا كما الأعواد المتفرقة.. في القصص المتداولة عبر بأن ثمة مهام لا يقوى على القيام بها شخص بمفرده وأن ليس بوسع أحدنا أن ينأى بنفسه عن التعاون والتآزر والعمل لتحقيق هدف جماعي سواء في أسرته أو عمله أو بقية شئونه. ومتاعبنا إجمالاً ليست نقصاً في الموارد المادية الملموسة بقدر ما هي ضعف في جوانب غير ملموسة منها أن نعمل سوياً.. فمثلاً فيما عدا النقص في الموارد وتقلب الأسواق، لماذا تفشل شركة في القطاع الخاص؟ هل السبب هو نقص في مهارة بناء الفريق؟ أم في سلوك وأداء أعضاء الفريق؟ أم في قيادة الفريق؟ السؤال موجّه للمتبرّمين (المتحلطمين) في كل فريق: تناقض أن تكون العضو الذي مهمته تحطيم الروح المعنوية وتحميل البقية مسئولية الفشل ثم تستلب أي بادرة نجاح لنفسك. أم في السوق والبيئة الخارجية المحيطة؟ أم أن تلك الشركة تفتقر لرؤية واضحة ولتوجه قابل للتنفيذ؟ وما ينطبق على شركة في القطاع الخاص ينطبق إجمالاً على أي جهد يتطلب تنفيذه مجهوداً جماعياً.. سواء أكان منشأة صغيرة أو جهازاً يوظف الآلاف من البشر. وبالقطع لا يجوز التعميم، فهناك منظمات ومؤسسات وشركات وأجهزة هي مدارس راقية في حسن الإدارة وفي امتلاكها لمهارات تكوين فرق العمل وتحفيزها وقيادتها وتوجيهها نحو الإنجاز.. وفي كل الأحوال، فمحور الأمر يكمن في الحرص على «الإنجاز الجمعي» فما ينجزه الفريق أو الجماعة يتجاوز مجموع ما ينجزه أفرادها كل بمفرده، ولذلك حافظت الثيران الثلاثة على سلامتها ما بقيت سوياً.. وعليه، فإن تحقيق تطلعات الفريق أو الجماعة أو الشركة أو الجهاز مسئولية كل فرد من أفراده.. بعض الموظفين مثلاً ينتقد رئيسه ليل نهار لكنه لا يدرك أن عليه هو أيضاً مسئولية. السؤال موجه للمتبرمين (المتحلطمين) في كل فريق: تناقض أن تكون العضو الذي مهمته تحطيم الروح المعنوية وتحميل البقية مسئولية الفشل ثم تستلب أي بادرة نجاح لنفسك.