• يا شيخ زوجي يغيب عن المنزل لأيام ويأتي تفوح منه رائحة الدخان وروائح أخرى، يا شيخ لا أعرف ما هي ؟ يشتم ويصرخ ويضربني والله يا شيخ لا يصرف على بيته وأولاده، فأنا أشحت الجيران وأهل الخير. تعبت يا شيخ واسودت الدنيا في عيني لا أعرف ماذا أفعل وجهني جزاك الله خيرا. يا ابنتي أصبري على زوجك وما تعانيه من أذى فقد أمر الله المرأة أن تصبر على زوجها وتطيعه وتلبي أوامره ولا تتمنع عنه في فراشه فإن فعلت ذلك باتت تلعنها الملائكة حتى تصبح وأن أي امرأة تؤذي زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه (قاتلك الله) فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا. فاصبري عليه وربي عيالك كما ينبغي واسألي الله له الهداية، وإياك أن تشعريه بأنك عنه وعن عشرته راغبة فهذا لا يصح هداك الله. • يا شيخ أنا رجل مقتدر تزوجت منذ عشر سنوات ولي منها أولاد لا أشتكي منها خلقا سيئا كل مشكلاتي معها أنها تريد أن تعمل ولها تجارة وأعمال تزاولها بنفسها وقد خيرتها بين ترك التجارة أو التفرغ لتربية الأولاد والجلوس في المنزل، وقد فوجئت برسالة على جوالي تخبرني إنها في المطار وستسافر لمتابعة أعمالها، ولا أدري ما أعمل يا شيخ جزاك الله خيرا. نصيحتي لك طلقها، فسفرها لوحدها سبب كافٍ لطلاقها، إنه مدعاة للشك والريبة في أخلاقها فهذه امرأة عاصية، تزاول التجارة وتسافر دون محرم فالإسلام أمر المرأة بالجلوس في البيت ولو لعقت دما وصديدا وقيحا ما يخرج من أنف زوجها لم تؤدِ حقه، فالأمر خطير وهذه سابقة في الإسلام فطلقها.. الزوج لزوجته على الهواء «أنت طالق» .. هذا ما نصح به الداعية غازي الشمري الزوج في برنامجه الإذاعي (خفايا زوجية)، مضيفا رقما جديدا لقائمة المطلقات وسببا جديدا لإيقاع الطلاق، سبقه داعية آخر نصح زوجا أن يطلق زوجته لأنها تكثر من استخدام البلاك بيري وتضع عليه رقما سريا فكان جوابه طلقها لأنها مدعاة للشك والريبة. هؤلاء الدعاة ابتعدوا عن روح الإسلام وتعاليمه مع أنهم يصنفون أنفسهم مصلحين ومستشارين، ألم يتدبروا قوله تعالى ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما)، أجمعت التفاسير على وجوب بعث حكم من أهله وآخر من أهلها ليكونا أعلم بدخيلة أمرهما وأبصر في شأن ما يرجى من حالهما وتعيين وسائل الزجر للظالم منهما وليس لهما التطليق. فمن أعطى الحق لهؤلاء الدعاة ليقولوا للأزواج طلقوا زوجاتكم بدم بارد. وقد اقتصر الحكم في الآية على إرادة الإصلاح لأنها هي التي يجب أن تكون المقصد للحكمين مع وعد من الله بأن يوفق بينهما. فلابد أن ينظرا في أمر الزوجين نظرا منبعثا عن نية الإصلاح وليس إلى قسوة الطلاق المكروه أصلا في الإسلام والذي هو أبغض الحلال إلى الله، وما من وسيلة تنجح في اجتناب الفرقة بين الزوجين إلا ونصح بها القرآن، الشك والريبة مذمومان في الإسلام والستر مرجوح عن الهتك. يقول ابن تيمية: الفجور أمر باطن لا يعلم ويجب ستره لا إظهاره. الطلاق معاناة ودمار وسلبيات. اتقوا الله في بناتنا، الاتهام المبني على الشك والظنون وإشاعة الفاحشة ليس من الإسلام ومقاصده. العقلاء مفجوعون من أعداد المطلقات. الطلاق كلمة عظيمة فكيف جعلتموها سهلة ووضعتموها في فم الرجل تساعدونه عليها (هم ناقصين). أين النصح والإرشاد، أين أنتم من أخلاق رسول الأمة وحديث الإفك، العمل قيمة إسلامية ثابتة للمرأة وليس عيبا يوجب طلاقها منذ تزوجت خديجة بسيد الأمة وهي تاجرة. أما حديث القيح والدم فهو مكذوب على رسول الله فلا تقولوه على لسانه الكريم.. عاشروهن بالمعروف يعني أن تقابل تقصيرها بالصفح والمسامحة ولا تكسرها بطلاقها إن المرأة التي تعصي زوجها وضع الحق درجات لتأديبها ليس فيه ذكر للطلاق لقد أخطأ الشمري وتسرع في حكمه، فالطلاق لم يكن في يوم من الأيام وسيلة لأي حل إلا إذا كان هناك حكم شرعي.