تعج الساحة الدولية بالعديد من القضايا الشائكة، ومن هذه الساحة الدولية، العربية منها والخليجية، وحين تفتش حتى في الأزمة بين الرياض والقاهرة التي انتهت بعودة الأشقاء، تجد من يرقص على الجماجم من طهران. يبدو أننا تعودنا على ذلك، ففيما تدخل إيران اليوم في انتخابات برلمانية، تجد صناع القرار والمرشحين يوجهون رسائل اقل ما توصف بالسافرة وبالتدخل في شؤون الغير، فمن سوريا الى لبنان الى المنامة الى بغداد ومن الحوثيين الى باقي دول الخليج، لديهم من يعبث لتصدير أزمات بيت الحكم هناك. لم يبق شبر في الوطن العربي الا وعبثت فيه أصابع النظام الفارسي، لتأتي المؤامرة الطائفية في البحرين مؤخرا لتزيل آخر الأقنعة عن حجم مؤامرة الفرس وعملائهم في المنطقة، لا اعرف أي ولاية وأي «صك» ملكية يتمتعون فيه لبث عبثهم الدائم. وفي بداية الثمانينيات ومع بداية الثورة المجيدة حدثت فتنة بالقرب منا، أحداثها معروفة للجميع وعلى طريقة أخينا محمد العصيمي، جاري في الضفة المقابلة من هذه الصفحة حين ذكر «صديقنا الشيعي» فقد كان لنا صديق تورط في أحداث هذه الفتنة وما كان عليه الا ان توجه الى سوريا أولا ومن ثم إيران وبعدها الى أمريكا. بعد العودة بأعوام كثيرة، لا يزال يحكي لنا عن طريقة المعاملة السيئة التي وجدها هو ومن معه في إيران ، لقد تم التعامل معهم على أنهم نازحون درجة عاشرة، كما يعامل الآن العربي الشيعي او السني والذي ممنوع عليهم تسمية مواليدهم الجدد بأسماء عربية، الا بمعاملة من وسط العاصمة طهران. أعود الى الفرس، وأعود الى العرب، أعود الى الفرس أولا ونرى وترى شعوب المنطقة كافة، بأنه لم يكن للفرس وضوح في الحقد والتلاعب بالمنطقة، أكثر من وضوحهم هذه الأيام، تارة في المنامة وتارة في دمشق. وأعود الى العرب، وبالذات الى دول المنطقة، بأن لحمتكم وضمانتكم في شعوبكم على اختلاف طوائفه قادر على إلجام الحقد الفارسي والطمع الفارسي بالعمل المجتمعي والحضاري، وقد كنت أتمنى ألا أعود الى هذا الموضوع مرة أخرى، ولكن تسابق النواب أمس على حفلة اليوم في طهران وإطلاقهم التهديدات لشعوب المنطقة وأنظمتها أمر محزن.