في مسلسل "فريج العتاوية" يقف المحامي أحمد يكيكي علي المفيدي محامي "الفريج" للدفاع عن موكلته التي تسببت في حادث مروري.. وحينما ينادي القاضي على رقم القضية.. يلتفت يكيكي نحو "عتيج" عبد الحسين عبد الرضا ويسأله: "وش الموضوع.. بسرعة قول".. ليكتشف الحاضرون أن يكيكي لا علم له بالقضايا التي يترافع فيها، إذ إن الهدف كان كسب المال فقط.. والمضحك أكبر أنه ترافع في إحدى القضايا عن الجاني والضحية في نفس الوقت! والهدف كما يقول في تبريره: "اكيد واحد من الطرفين راح يكسب القضية وأصير كاسب من الطرفين"! أؤمن تماما برسالة المحاماة.. وأؤمن بالعمل الجبار الذي يقوم به المحامي.. لأن عمله من الأعمال النبيلة التي تستنزف الوقت والجد، ناهيك عن أنه يحظى بثقة كبيرة من موكليه الذين يطلعونه على جميع تفاصيل القضية وأسرارها.. كما أنني أؤمن تماماً بحاجة بعض الناس للمحامي، خاصة أولئك الذين لا يحسنون الدفاع عن أنفسهم باللسان، أو لا يمتلكون لغة البيان، أو يواجهون خصوما مراوغين "لعل أحدكم ألحن بحجته من الآخر" غير أن الذي يحزنني هو ترافع بعض المحامين في قضايا خاسرة في الدنيا والآخرة.. خاصةً تلك التي يدافعون فيها عن أبٍ ظالم حَرم أما من أطفالها دون وجه حق، فذهب يبحث في القانون ما يعوق القضية أو يؤثر في مجرياتها.. أو محام يترافع عن رجل يدرك أنه رجل ظالم أو ليس صاحب حق.. سؤالي للمحامين السعوديين: أليست لديكم وثيقة شرف.. أو قسم تؤدونه في وزارة العدل.. بحيث لا تناصرون ظالما أو متعديا أو متجاوزاً؟ لماذا تتفانون وتبذلون الغالي والنفيس للدفاع عن الظالمين والمتجاوزين؟ ألستم تنشدون العدل في المجتمع؟ كيف تنامون الليل وأنتم تجتهدون لمناصرة الظالم على الضعيف وتبررون للجاني جنايته؟