انتقد عدد من المحامين حلقة يوم الثلاثاء الماضي من مسلسل طاش 18 والتي تناولت موضوع الفساد في محيط المحاماة، بإظهارها لأحد المحامين، وهو يقوم بحقِّ الدفاع عن بعض المفسدين، وكيف أن أحد العمالة الوافدة تقوم بالترافع أمام القاضي بكلِّ حرية. فحولَ محتوى هذه الحلقة، يقول المحامي خالد الدقاس: هذه الحلقة من مسلسل طاش وضعت المحامي في قالب فكاهي على أنه إنسان معينٌ للظلم والمحتالين، وليس معينًا لأصحاب الحقوق، كما أن تجسيد دور السوداني (جعفر) وهو يترافع أمام القاضي بكل حرية وأريحية، فيه مغالطة واضحة وعدم علم بنظام القضاء والمرافعة في المملكة العربية السعودية، حيث إنه نظام لا يجوز لأي أجنبي أن يترافع أمام القاضي إلا عن نفسه أو ذويه، فكيف بأجنبي يترافع عن سعودي أمام قاضي سعودي، فهذا غير صحيح نظاميًا، وهو ما لزم إيضاحه للمشاهدين بأن الترافع عن المواطنين لا يكون إلا عبر مواطن. وعلى ذات النسق، يقول المحامي سعيد الزهراني: إن ما عرض في أولى حلقات طاش 18 قد أساء لمهنة المحاماة، وعلى ما يبدو أن المحامين أصبحوا مادة دسمة لكُتّاب الفكاهة، وشخصيًا لست ضد ذلك؛ ولكنني ضد إظهار المحامي بصورة تسئ لمهنة المحاماة الشريفة، وكيف أن الأجنبي ينطلق بحرية ويقنع القاضي على أن المفسد على حق ويستجيب القاضي للمحامي الأجنبي، هذا جانب والجانب الآخر أنه لا يجوز للأجنبي نظامًا الترافع عن الغير، ولعل من كتب هذه الحلقة لا يعلم أن نظام المحاماة قد منع الأجانب من الترافع عن الغير، وأن الوكلاء السعوديين قد حدد لهم النظام ثلاث قضايا ليترافعوا عنها. وإني لأرجو من كتّابنا أن لا يخوضوا في أمور تخص القضاء والقانون إلا بعد الرجوع إلى أصحاب الاختصاص، وأن تقتصر الفكاهة على الموقف؛ لأن القضاة والمحامين ليسوا مجالاً للهزل والسخرية، وأطالب بقصر الترافع على المحامين المرخص لهم فقط.