في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الاجتماعية والأسرية في السعودية، بل وفي الخليج بأكمله، ملاسنات حادة بين الرجل والمرأة واتهام كل منهما للآخر بتهم وأوصاف لا تليق، فالمرأة لقبت الرجل (أبو سروال وفنيلة)، وعلى ذمة سلوى المطيري (أبو أخلاق خايسة) كذلك، والرجل يطلق على المرأة (أم ركبة سودا) تطل علينا دراسة بريطانية صادمة، تصنف فيها المرأة السعودية كثالث أجمل امرأة في العالم بعد المجرية والبولندية، وبالرغم من أن هذه الدراسة تبعث على السرور، وقادرة على منح البهجة لكل النساء السعوديات، إلا أن اللافت في الأمر حقيقة، أن التقويم تم بمعاييرنا نحن، بالرغم من كون الدراسة بريطانية.. فهم يرون السعودية الأكثر جمالا ودلالا لوجود من يخدمها فلا تقوم بعمل أي شيء، ووجود من يصرف أو ينفق عليها فليست ملزمة بالعمل، فتستطيع أن تلزم البيت، وهي مسايرة للموضة لكنها محتشمة، والأمر الأكثر صدمة وأهمية، أنهم يرون المرأة كالملكة لأنها لا تقود السيارة بل هناك من يقودها بالنيابة عنها، وبشرتها جميلة لأنها ترتدي النقاب فلا تؤذيها الشمس، ما جعلني أعود إلى بداية الموضوع لأقرأ مصدر الدراسة، فقد اعتقدت جازمة أنها دراسة سعودية بامتياز، والهدف منها استرضاء المرأة في السعودية، حتى أنني افتقدت فقرة في الدراسة تقول إن السعودية الأجمل لأنها ترتدي عباءة على الرأس وليست على الكتف. فلم أستوعب أن تتناسى الدراسة الغربية فجأة كل قناعات الغرب وقيمه الحقوقية والإنسانية التي يؤمنون ويطالبون بها للمرأة على وجه الخصوص، ليخرجوا لنا هذه الدراسة التي لا تحتاج إلى إمعان النظر فيها حتى نعرف أنها دراسة فصّلت حسب مقاساتنا تماما. ما لا تعرفه هذه الدراسة أو لعلها تعرفه جيدا وتتجاهله، أن هذه الملكة قد تتحول بين ليلة وضحاها إلى عاملة أو حتى شحاذة.. حين يقطعون عنها المصروف، لأي سبب كان، فتمردها على أسيادها غير مقبول البتة، وقد تتحول الملكة إلى معتقلة أو سجينة إذا هرب من يقود لها مركبتها وانشغل عنها محرمها. لا أعرف مصداقية كون المرأة السعودية الثالثة عالميا على مستوى الجمال، بل على مستوى العز والدلال يا سادة يا كرام، فكل ما لديها من مجد مكتسب قد يفقد، فتتحول الملكة المدللة إلى عاملة فقيرة ذات ركب سوداء ومستقبل حالك السواد.