القصيم اليوم ليست هي القصيم قبل عشر سنوات.. أكثر من شخص سألته: أين قضيت إجازة الأسبوع الماضي؟، القصيم اليوم ليست هي القصيم قبل عشر سنوات.. أكثر من شخص سألته: أين قضيت إجازة الأسبوع الماضي؟، أجابني: في القصيم! أعرف جيدا أن القصيم منطقة جميلة بأهلها.. لكن أن تصبح مقصدا للعائلات السعودية فهذا هو اللافت والتحول الإيجابي والجميل في الأمر.. أصبحت أشبه ما تكون برياض مصغرة.. الفارق أن العائلة السعودية تجد في القصيم الفندق المناسب، والشقة المفروشة الملائمة، تجد فيها الأماكن الترفيهية.. تجد فيها الأسواق والمراكز التجارية الحديثة.. كل ذلك بأسعار معقولة و.. دون زحام، وحجوزات مسبقة! كان بإمكان القصيم لعب دور حيوي في مسيرة السياحة العائلية منذ وقت مبكر.. فهي، إضافة لطبيعتها المحافظة، ذات موقع إستراتيجي يتوسط المملكة تقريبا ويربطها بطرق سريعة حديثة، فضلا عن أنها استفادت بشكل غير مباشر من تباطؤ النمو السياحي في مناطق مجاورة لها.. كما استفادت من معضلة الحجوزات على الخطوط السعودية.. حيث أصبح الوصول إلى جدة أو أبها في الإجازات أمرا بالغ الصعوبة وبحاجة لوساطات كثيرة، وهو ما دفع الكثيرين إلى البحث عن بدائل مناسبة بوسائل أخرى.. ناهيك عن أنها وفي ذات السياق استفادت من أزمة السكن والزحام المتنامي في العاصمة الرياض خلال الإجازات. مرة أخرى، ليست للقصيم ميزة تجعل الآخرين يفضلونها عن غيرها.. الأجواء متشابهة.. الصحراء هي ذاتها بسمومها وغبارها.. فقط توافرت في القصيم احتياجات الأسرة السعودية التي ذكرتها قبل قليل.. ومن هنا تحديداً يبرز السؤال: هل الأمر بهذه الصعوبة كي تتقدم القصيم وتتأخر المناطق المجاورة لها؟! الخلاصة: السياحة تقوم على ما يريد الناس، لا ما نريد نحن.