أنباء عن مشاركة المرأة السعودية في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في لندن بما لا يتعارض مع التعاليم الشرعية. ونشرت الصحف أن اللجنة المنظمة للأولمبياد اختارت المذيعة والرياضية ريما عبدالله لحمل الشعلة الأولمبية، وما زالت تدور النقاشات حول الأسماء المؤهلة للمشاركة في المنافسة الدولية، حيث رجح أن تكون من ضمنهن الفارسة دلما ملحس التي شاركت في أولمبياد الشباب في سنغافورة عام 2010. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي بعض ردود الأفعال تجاه هذه الأنباء التي تنوعت بين رفضه باعتباره مخالفاً للشرع، وبين قبوله طالما التزمت النساء باللباس المحتشم. وعلى رغم مطالبات عدة بتمكين المرأة من حقها في ممارسة الرياضة بشكل نظامي، ما زالت هذه القضية تواجه معارضة من فئة محددة تحارب حتى إدراجها ضمن المناهج التعليمية، وقد سبق وصدرت فيها فتاوى، وخرجت دراسات تحذر من إقرارها والأذى الذي سينتج منها كمشاركة المرأة في المنافسات الدولية، وهي ما قد تتم قبل أن يسمح بممارستها في المدارس. تؤكد وزارة التربية والتعليم اهتمامها بالقضية، وأعلنت أخيراً استحداث استراتيجية للارتقاء بالرياضة المدرسية، وبنيتها التحتية، وطرق تدريسها للطالبات والطلاب، ولكن الواقع أنها مغيبة عن التعليم الحكومي للبنات بينما تحضر، بطريقة غير رسمية، في بعض المدارس الأهلية. تمارس النساء الرياضة، بشكل خجول، كالمشي في الشوارع العامة، أو في المراكز الصحية والنوادي الرياضية التي تنشأ دون تراخيص، أو تحت مسميات أخرى، وتوفر خدماتها إلى فئة اجتماعية معينة تستطيع أن تدفع اشتراكاً سنوياً يتراوح بين 6000 - 12000 ريال. ولا تتوافر أي منشآت رياضية نظامية للنساء، ولا أقسام نسائية في النوادي الرسمية لتأهيل فرق نسائية وطنية للاحتراف. وبجهود فردية نشأت فرق نسائية لكرة السلة والقدم، إضافة إلى وجود بعض نوادي الفروسية الخاصة التي تتدرب فيها الفتيات على نطاق ضيق. إذا كان هذا واقع الرياضة النسائية، فكيف تشارك المرأة في الأولمبياد، وما الذي ستحققه وملف الرياضة لم يحسم محلياً؟ كيف تشارك في ظل غياب الفرق الاحترافية المدعومة رسمياً؟ وهل سيُكتفى بمشاركات فردية وتنتهي القصة؟ أكد تقرير مقدم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى مجلس الشورى على مشاركة المرأة في أولمبياد لندن، وعلى وجود لجنة تنظر ملف رياضة المرأة، وأن الرئاسة مستعدة لتجهيز منشآت خاصة بها متى ما صدرت الأوامر الكريمة،( «الحياة» 20/3/ 2012). صرح أيضاً عضو مجلس الشورى د. عبدالله العسكر أن الرياضة ستدرج قريباً كمادة مقررة في مدارس البنات مع رياضات بسيطة حتى تتهيأ المدارس مستقبلاً لإعداد صالات رياضية، (العربية نت 22/3/ 2012). وكشف مدير رئاسة رعاية الشباب في الأحساء يوسف خميس عن مقترح لافتتاح أندية رياضية للسيدات قدم للشورى، («اليوم» 10/5/2011)، وحتى الآن ما زلنا في مرحلة التصريحات. يبقى أن نسأل هل ستعتبر هذه المشاركة خطوة إيجابية نحو الرياضة النسائية، أم مجرد تمثيل نسائي سعودي دولي؟ أياً كانت الإجابة، هي فرصة على المرأة أن تستثمرها للحصول على حقها في ممارسة الرياضة للحفاظ على صحتها البدنية والنفسية والعقلية ابتداء من المدرسة، فالعقل السليم في الجسم السليم.