تناقلت وسائل الإعلام أن سبب إخفاقات نادي النصر لكرة القدم المتوالية وجود سحر في النادي، وبالفعل تم استدعاء مقرئين لطرد السحر من ملاعبه وغرفه، وتتجه أصابع الاتهام للنادي المنافس الذي يخشى عودة نادي النصر إلى ماضيه، وأرى أن النصر فتح الباب لمعالجة كثير من الإخفاقات الرياضية، فاحتمالات أن يكون المنتخب مسحوراً أيضاً ممكنة، والذي فشل في الوصول إلى كأس العالم مرتين متتاليتين، والجدير بذكره أن تاريخ الرياضة السعودية يحفل بذكريات لا حصر لها للسحر و»الدنبوشي». يذكر المخضرمون أن بعض رؤساء الأندية كانوا يستقدمون السحرة من إفريقيا، وكان «الطشت» شاشة سحرهم الملونة لرؤية المستقبل ومشاهدة الأهداف في المباراة القادمة، وقد كان النصر في مجده الكروي من الأندية المتهمة باستخدام السحرة الأفارقة للفوز المستمر على غريمه وشقيقه نادي الهلال، وحاول الهلاليون استخدام أنواع لا حدود لها من الدنبوشي ضد النصراوي المتفوق في السبعينات والثمانينيات وأوائل التسعينيات الميلادية، لكنهم اكتشفوا في تلك الفترة أن السحر البرازيلي أكثر فعالية، واستقدموا الساحر البرازيلي ريفلينو، وكانت النقلة النوعية في تاريخ الهلالي والمنعطف الجديد في تاريخ التنافس بين الفريقين، لكن النصراويين استطاعوا مع ذلك ومن خلال سحر اللاعبين المحليين المهرة أن يتفوق على دنبوشي الهلال البرازيلي الجديد، لكن يبدو أن نادي النصر فقد سحره الكروي واختاروا أن يعالجوه بالنفث على لاعبين انتهت صلاحيتهم الكروية. لكن مع ذلك سأكون منصفاً حيال أمر السحر في نادي النصر، وسأرى هل سيستعيد اللاعبون بعض من مستوياتهم الماضية قبل عشر سنوات بعد طرد السحر، أم أن للعمر أحكاما، ولا يمكن أن يعود لمستواه منْ تجاوز الثلاثين عاماً، وأن السحر الكروي مرتبط بالموهبة والشباب، وستكون نتائج الفريق برهان على ذلك، ليس فقط من باب الحرص على نادي النصر ومستقبله الكروي، ولكن من أجل أن نعمم الفكرة ثم ننشرها في بقية الدوائر والوزارات التي لم تحقق نجاحاً منذ عقود، وتعاني من قدم موظفيها مثل لاعبي نادي النصر، فوزارة الصحة تعاني من هرم إداري ليس فقط في الكوادر البشرية، ولكن في الأنظمة التي لم تتبدل منذ عقود، ولم يكتفوا بذلك فقد عمموا أنظمتها القديمة على بقية المؤسسات من أجل أن يعم الكسل والإحباط، كذلك تعاني وزارة الخدمة المدنية والتخطيط والصناعة من آفة البيروقراطية والعجز الإداري في مسيرة التطور الاقتصادي والصناعي وعلاج قضايا البطالة. يتناقل المهووسون بالسحر قصة هزيمة الهند للبرازيل بثلاثين هدف لصفر، في مباراة من نسج خيال بعض المولعين بالسحر والشعوذة، ولو كان السحر له فعل في حياتنا المعاصرة لفازت الهند بكأس أسيا، ولاحتكرت أوغندا والسنغال كأس العالم، ولو كان الأمر كذلك لأصبحت أفريقيا من أغنى القارات في العالم، وحقيقة الأمر تقول إن السحر ليس له أي فاعليه وتأثير على الأحداث إلا في عقول بعض الضعفاء والمهزومين في الداخل، وقد عبر القرآن الكريم عن السحر حين أظهره في صورة خداع البصر كما يفعل بعض الموهوبين في الخداع البصري، وفي قصة فرعون أمر الله عز وجل موسى عليه السلام بأن يلقي عصاه، فجعلها الله حية تسعى، وكانت قبل ذلك خشبة يابسة، وعصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، وذلك في قوله تعالي {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى. فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}، وكان ذلك أصدق رد على سحرة فرعون، وفي ذلك تبيان للناس على بطلان السحر الذي كان يوهم فرعون أتباعه بتأثيره عليهم. ومع ذلك سأعتبر قراءتي من الشاذ في القول لتفسير ظاهرة السحر المنتشرة في المجتمع السعودي، وإذا كان له تأثير حقيقي على حياة الناس وإبداعاتهم سأكون من المطالبين بأن تتم معالجة السحر بصورة قطعية في المجتمع السعودي من خلال مياه التحلية، وأن يتم توظيف مقرئين في المؤسسة العامة لتحلية المياه من أجل أن ينفثوا في مياهها من المصدر الرئيسي، وإن تعذر ذلك ينفثون في مياه البحر الأحمر والخليج العربي لتعم الفائدة، وبالتالي نقطع دابر السحر وسيرته في مختلف القطاعات والمؤسسات، وكلها كم سنة ونصبح مثل اليابان في الصناعة والبرازيل في كرة القدم، لكن المشكلة في دوري زين لن تنتهي لأن الدوري مراتب من الأول للثاني عشر، وما يدريك يمكن أن يصل النصر إلى المركز الثاني عشر في الموسم القادم بعد التخلص من سحر المشعوذين، بسبب تفوق الأندية الأخرى في السحر الكروي والمواهب الشابة، وحينها عليهم أن يبحثوا عن سبب آخر غير السحر والشعوذة.