قال الضَمِير المُتَكَلِّم : بعد قرار اللجنة الأولمبية السعودية بمشاركة المرأة السعودية في ( أولمبياد لندن ) القادمة ؛ ارتفعت الأصوات وتنوع طرحها حول سبب القرار ، وتوقيت خروجه . فهناك أصوات تربطه بتقرير منظمة ( هُيْومَن رَايتس ووتش ) الذي نشرته قبل أيام حول حرمان النساء والفتيات من الرياضة في السعودية ، ومن أبرز توصياته : يجب الإعلان عن أن التربية البدنية مادة إجبارية للفتيات في المدارس الحكومية ، ويجب فتح قسم للمرأة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ويجب إلزام الأندية الرياضية بفتح أقسام للنساء ، ويجب إعداد مسابقات رياضية على مستوى الدولة للسيدات في مجموعة من الرِّيَاضَات المتنوعة ، ويجب جعل ترشيح السعودية ل ( سَيّدَة ) في الفرصة الاستثنائية المتاحة في ألعاب القوة شرطاً لمشاركة السعودية في دورة ألعاب لندن 2012 الأولمبية !! وأصوات أخرى تعتبره استجابة لضُغُوطات تيار فكري معين يرى أن ذلك من الحقوق الواجبة للمرأة !! ولكن هذا بعيد المنال ؛ لأن الدولة ذات قرار سِيادي ، ولا يمكن أن تخضع لأي ضغوطات أو إملاءات من أي جهة كانت . ولذا ربما أرضية هذا القرار تعود إلى أن الرياضة السعودية لم تحقق أي إنجازات أو ميداليات تذكر في الألعاب الأولمبية العالمية عبر سنوات طويلة من مشاركتها ، ما عدا ميداليتين إحداهما فضية في ألعاب القوى ، والأخرى برونزية في الفروسية !! فلعل المسيرة الطويلة من الإخفاق الأولمبي الذي قَاده الرّجال ، جعلت اللجنة الأولمبية السعودية تفتح الأبواب هذا العام لمشاركة المرأة السعودية ؛ لعلها تُحَقّق في المستقبل ما عجز عنه الذكور . ومما يشجعها ويحفزها على هذه التجربة أن كرة القدم السعودية منذ انطلاق مسيرتها وحتى اليوم لم تقدم أيّ منجزات في بطولات العَالَم ؛ فليس هناك إلا هَزائم ب ( الأربعَات ، والثَّمَنْيَات) ، وأرقام قياسية في السَّنْتَرَة !! فَكَان البديل الذي جَلَب البطولات هو منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة ( عِندنا ، وبمقاييْسِنَا ) ؛ فهو مَن ردّ الاعتبار للكرة السعودية ؛ حيث هَزم الفرق الأوروبية العريقة بعددٍ وافِر من الأهداف ؛ بل وفاز بكأس العالم ؛ نعم حقق الأعزاء ذوو القدرات الخاصة ما عجز عنه الأصحاء الأقوياء ؛ وبناء عليه قد تأتي الفتاة السعودية بالميداليات الذهبية التي أخفق في جَلْبِهَا الرِّجَالَ أصحاب الزّنود القويّة . وأخيراً هناك اقتراحٌ بأن تكون الرّيَاضِيّات السعوديات المشاركات في الأولمبياد من ( النّسَاء اللائي يَمْلِكْنَ العَضَلَات ) ؛ لعل وعسى أن يَحْمِلْنَ بَيَارِق الانتصارات المفقودة !! وتبقى المرأة السعودية العفيفة هي مَالِئَةُ الدّنْيَا وشَاغِلةُ النّاس ، وتلك حكاية أخرى ، لها مساحة قَادمَة !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .