تتجه المرأة السعودية للمشاركة في دورة الالعاب الاولمبية للمرة الاولى في تاريخها ما يجعل نسخة لندن 2012 تشهد حضورا نسائيا لجميع دول العالم. وقد تزايدت الضغوط على السعودية في الاونة الاخيرة خصوصا من اللجنة الاولمبية الدولية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان وآخرها منظمة هيومن رايتس ووتش (مقرها في نيويورك) التي اعلنت اول من امس الجمعة ان السعودية قد ترسل على الارجح امرأة للمشاركة في الالعاب الاولمبية. واوضحت هيومن رايتس ووتش "ان اعلان السعودية بمشاركة امرأة في اولمبياد لندن 2012 للمرة الاولى يعد خطوة ايجابية نحو وضع حد للتمييز ضد المرأة في هذا البلد". وقالت سارة ليا ويتسون مديرة هيومن رايتس ووتش في الشرق الاوسط "ان ارسال المرأة للمشاركة في العاب لندن لا يغير من حقيقة الوضع في السعودية حيث يتم استبعاد ائلفتيات والنساء من المشاركة في النشاطات الرياضية". وتابعت "ليس الوقت للاحتفال بالنسبة الى اللجنة الاولمبية الدولية عندما تستمر سياسة منع التربية البدنية عن الفتيات في المدارس الحكومية السعودية". وكانت اللجنة الاولمبية الدولية اصدرت قانونا قبل اعوام يحتم على كل دولة منضوية تحت لوائها اشراك رياضية واحدة على الاقل (كوتا نسائية) في الدورات الاولمبية تماشيا مع الميثاق الاولمبي. وقد اشارت صحيفة الشرق السعودية في عدد السبت ان الفارسة دلما ملحس التي شاركت في اولمبياد الشباب في سنغافورة قبل عامين تعد من اقوى المرشحات لخوض غمار اولمبياد لندن 2012 بحكم جهوزيتها. شاركت جميع دول العالم في فئة السيدات ضمن اولمبياد بكين 2008، باستثناء ثلاث هي السعودية وقطر وبروناي. اعلنت قطر مؤخرا اشراك السباحة ندا وفا عركجي في اولمبياد لندن، كما انها كثفت في الفترة الاخيرة من النشاطات الرياضية الخاصة بالمرأة وكانت نتائج سيداتها في دورة الالعاب العربية في الدوحة في كانون الاول/ديسمبر الماضي لافتة، خصوصا في الرماية والجمباز. كما اعلنت بروناي ايضا عن اشراك رياضية او اكثر في اولمبياد لندن. ومع اشتداد الضغط على السعودية لاتخاذ قرار باشراك المرأة في الالعاب الاولمبية، اصدرت هيومن رايتس ووتش بيانا شديد اللهجة الشهر الماضي انتقدت فيه عدم منح المرأة حرية ممارسة الرياضة والمشاركة في الالعاب الاولمبية، معتبرة ان ذلك يخالف مبادىء حقوق الانسان وفي حين ابرزت تقارير صحافية سعودية ومواقع على شبكة الانترنت في الايام الماضية خبرا ان ولي عهد السعودية الامير نايف بن عبد العزيز "اعطى الضوء الاخضر لمشاركة المرأة السعودية في الالعاب الاولمبية"، فان قرارا رسميا بذلك لم يتخذ حتى الان، رغم الاجواء الايجابية التي خرج بها اجتماع اللجنة الاولمبية الدولية ونظيرته السعودية في زيوريخ مؤخرا في هذا الصدد.