انتهى معرض الكتاب بنسخته الأجمل، وظهرت الحاجة إلى مكان أوسع للمعرض مستقبلا. هناك فتافيت من ملاحظات سلبية لكنها قطرات في بحر من الجمال والإتقان، وهذه الكلمات سأخصصها لجوانب أخرى كانت جمالا من جمال. شعرت أن المعرض جيزاني هذه المرة، شعور أناني لكن له ما يبرره. عمرو العامري يوقع الطبعة الثانية من كتابه "مذكرات ضابط سعودي، عطية الخبراني يوقع "فاتحة" ويطلب من إدارة المعرض أن يتقاسم طاولة التوقيع مع الطبيب الصومالي محمد ديريه صاحب "إلى كراكاس بلا عودة" ويصطف طابور طويل أمامهما، عبده خال يزحم الممر الواسع ساعة وأكثر في توقيع "لوعة الغاوية"، جبريل سبعي يحتفل بكتابه النقدي الجديد "الفوضى" عبدالرحمن موكلي يجلس على الطاولة مع كتابيه "لا حد لي" و طبعة جديدة من ديوانين سابقين. المفاجأة طارق الخواجي يدخل على خط الزحمة بكتابه النوعي "قلعة الأنيمي". حليمة مظفر تحمل سلة ورد ضخمة من مواقف السيارات حتى منصة التوقيع النسائية لتجلس زينب غاصب توقع "سفر الغياب". محمد الضبع يحتفل بديوانه الأول "صياد الظل" ونور البواردي بكتابها "الحياة كما لو كانت ويك اند". أحمد القاضي يوقع "هنا وقعنا". الرياض تؤلف قلوبنا بمعرضها، وتفتح نوافذ الهواء رغم بعض الأسلاك المجروحة، إنها تقدم نفسها للعالم بنفس القدر الذي تقدمه إلى الداخل، وفي كل حال إلى المستقبل. في "البهو" سنردد خلف محمد الرطيان "سقى غيث الحيا مزن تهاما" وفي المعرض يصحب عبدالله الصيخان مونيكا من سويسرا ليقفا في طابور ينتظران توقيع عبير العلي على "الباب الطارف" وفي المقهى تعاتب معصومة عبدالرضا حسين العروي على نظرته لأدب النساء، وسترفع حصة آل الشيخ حرارة الحوار حتى يتوجس المايكروفون!. هناك تردد، نعم، مداراة وتلطف نعم، لكن هناك إصرارا أكبر على خطوة واثقة يمتد أمامها الزمن مفتوحا على وهج المعرفة وحقل العقل الفسيح. ينفض السامر ويمضي كل إلى غايته محملا بهدايا الرياض.