لو دخل المذيعون في منافسات الأوسكار لفاز "فيصل القاسم" بجائزة أفضل ممثل رئيس متفوقاً على نيكولاس كيج وبراد بيت، ولو دخلت البرامج الحوارية في الأوسكار لفاز "الاتجاه المعاكس" بجائزة الاستفزاز! في حلقة "الاتجاه المعاكس" الماضية، غضب فيصل القاسم من ضيفه الموريتاني محمد محمود ولد محمود أحمد، لبرودته وهدوئه وإطالته في التمهيد لموضوع الحوار "التدخل الخارجي في سورية"، ولأنه استشف من الضيف عدم الحماسة للدفاع عن النظام السوري، فكاد ينفجر عليه واستجره ليدخله في معركة مع عضو المجلس الوطني السوري "محيي الدين اللاذقاني" فكان له ما أراد، فختم الحلقة بابتسامة النصر! كان الإعلامي والخبير في الشؤون العربية محمد محمود يحاول جاهداً أن ينأى بنفسه عن الوقوف في صف النظام السوري، فاستفزه "القاسم" وجعله ينتقد ويسبّ أعداء النظام السوري ويصفهم بالمتسلقين على دماء الشهداء، الطامعين بالسجادة الحمراء. لا أشك أن ذكاء فيصل القاسم يمنحه إمكانية تسيير ضيوفه حسبما يريد وكيفما يشاء حتى ولو كان الضيوف قد احتاطوا لتجنب حيل فيصل القاصمة. ولا أشك أنه ممثل ماهر يتصنع الانفعال، ويتلون مؤيداً ومعارضاً خلال ثوان حسبما تقتضيه الحاجة، ولو لم يكن "القاسم" كذلك لما كان إلا أحد ضحايا مرض "الضغط"، ولعصب رأسه بعد كل حلقة! ولم يكن غريباً في الحلقة إلا أنها بلا أي فاصل دعائي.. ولو علم منتجو "بندول" و"أدول" والمسكنات الطبية، بالآثار الجانبية للاتجاه المعاكس لتقاتلوا على الإعلان في حلقاته، ولفعلوا المستحيل ليستمر البرنامج ويزداد الصداع.