* هذا القارئ الفطن والمواطن والإنسان سعد بن على بن أنس العمري هو أحد قرائي الأفاضل الذين يشرفونني بتواصلهم وحبهم لهذه الهمزة، حيث كتب لي رسالة (SMS) على العنوان المذيل بالجريدة، يقول فيها: إذا كان الوطن للجميع فبماذا يزيد عني (س) من الناس الذي طبق (9) منح سامية في محافظة المخواة، علمًا بأن والدي يراجع بلدية المخواة منذ عام 1402ه، وذلك يعني أنه يراجع البلدية لأكثر من (31) عامًا ومازال يراجع ويقول بأن رئيس قسم الأراضي كان يقول له بأن مساحة هذه المحافظة صغيرة جدًّا، وأن طالبي المنح يزيد عددهم فيها عن (30) ألف مواطن. وهنا يسأل القارئ نفسه من خلال عملية حسابية بسيطة وهي عملية ضرب الرقم (9) وهو عدد المنح الممنوحة ل(س) من الناس في مساحة القطعة (900)م2 والذي ناتجها يساوي (8100)م2، ومن ثم يسأل نفسه: كم يتبقى من مساحة هذه المحافظة لأهلها؟! ويجيب على نفسه: بالطبع لا شيء!! ومن ثم يكمل الرسالة بأنه قد يحصل المحظوظ من سكانها على شقة في إحدى عمائر (س)، وبجملة محزونة يسأل ويقول: أين هيئة الفساد عن منح (س) المنشورة على البوابة الإليكترونية على موقع بلدية المخواة؟! وقبل أن ينتهي يسألني بالله أن أنشر رسالته، أو أدله على حل يساعده..!! * وبناءً على رغبته في قولي له وكما قال المثل: (المفتاح عند الحداد، والحداد يبغى لبن، واللبن عند البقرة، والبقرة تبغى حشيش، والحشيش يبغى مطر، والمطر عند ربي)، كما أنصحه بأن يأخذ والده ليسجله في موسوعة (جينيس للأرقام القياسية)، لاسيما وأن والده جرّب الصبر لمدة تصل ل(31) عامًا، وهي مدة أعتقد أنها أكثر من أن تكون قياسية، لأنني قط ما رأيت أحدًا يشبهه في صبره ولا في حلمه بالمنزل والسكن المريح على أرض المنحة، لكني -والله- أعلم بل أجزم بأن الحلم قرب بأن ينتهي بمناسبة سعيدة، وأن نهايته توشك أن تمنحه طعم الفرح، أعتقد أنني إلى هنا قدّمت لقارئي -الذي سألني بأن أدله أو أرشده إلى الحل- أجمل حل في الكون، وهو حل يوازي صبر والده غير العادي، كما أنني قمت بواجبي الجميل تجاهه حين طلبت منه أن يصبر أكثر من تلك المدة التي سبقت، فربما تكون النهاية مُفرحة، لأن حكاية المواطنين مع المنح حكاية ليست بالسهلة، وأن تحقيقها في حد ذاته يعتبر إنجازًا عظيمًا، وهي حكاية ولا حكايات ألف ليلة وليلة..!! * (خاتمة الهمزة).. يقول صلى الله عليه وسلم: "أعمار أمتي بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك"، رواه الترمذي وابن ماجة.. يعني، كم بقي لوالدك -حفظه الله وأطال عمره-، احسبها بطريقتك، وهي خاتمتي ودمتم.