حمامة نودي نودي..سلمي على عبودي..عبودي راح لمكة..يجيب الثوب العكّة.. والعكّة تبغى فلوس ..والفلوس عند العروس..والعروس تبغى ولد.. والولد يبغى حليب.. والحليب عند البقرة.. والبقرة تبغى حشيش..والحشيش فوق الجبل.. والجبل يبغى مطر.. والمطر الخ الخ الخ لا اعلم لماذا أثناء مشاهدتي لأخبار ما حدث ويحدث في المشهد السياسي خاصة في ليبيا رددت هذه الأغنية !! اعتقد أن المشهد السياسي يشبه تسلسل هذه الأغنية.. كلما اعتقدت انك وصلت لأسباب ما يحدث كلما آمنت أكثر انك تهت فكل حلقة توصلك لحلقة أوسع و اشمل وأعمق ولا تعلم هل المطلوب الثوب أو العروس أو الفلوس أو الحليب أو البقرة الحلوب برمّتها !! البقرة الحلوب تمسك حبالها أيادي أجنبية فإن هي حادت عن الساقية تركتها تلك الأيادي عامدة لتصول وتجول و تتجاوز وتقع بالمحذور و بطبيعة الحال ستمارس الظلم فرحا بالحرية وهذا كله تحت نظر ومباركة تلك الأيادي الأجنبية منتظرة ساعة الصفر لتعلن السيطرة و الدخول من باب الإنسانية ,, و رويدا رويدا تُنحر هذه البقرة الهائجة و تُستبدل بإسم الشعب ببقرة أخرى .. هذه رؤية أم أن الشعوب قررت أن تثور على ظلم واستبداد و تقصير " بقراتها " عفوا اقصد حكوماتها ووافق ذلك رغبة دفينة تخبئها قوى خارجية تحت غطاء حق الشعب الإنساني وتعلن عن تحقيق في ظاهره تهمة انتهاك حقوق الإنسان و السعي لتحقيق العدالة وفي باطنه ضرورة إدانة ذلك المتجاوز والسيطرة على ثروات البلد !!؟ تماما مثل ما حصل في العراق ,, هذه رؤية أخرى أم أن الطاسة ضايعة بين الحكومات والشعوب .. الأولى أفاقت على واجبات كان من المفترض القيام بها مع حلف اليمين الرئاسي والثانية أفاقت على حقوق كان من المفترض الحرص على نيلها مع إعلان اسم ذلك المحظوظ وجلوسه على كرسي الرئاسة.. هل كرسي الرئاسة والتخطيط لكيفية نهب المليارات قد أعمى هؤلاء عن حقوق أولئك ؟!! هل فرحة خطابات الإصلاح و التطوير التي تزامنت مع تسلم ذلك المحظوظ لكرسيه الوفير قد الهت أولئك المساكين عن السؤال عن آليّة نيلهم لحقوقهم واستحقاقاتهم؟!! وهذه رؤية ثالثة أم أننا سنبقى نغني الولد يبغى حليب والحليب عند البقرة والبقرة تبغى حشيش والحشيش فوق الجبل والجبل عالي ولا يتسلّقه إلا القوى الخارجية ؟!! هذه الرؤية الرابعة واعتقد أنها الأصح الشيء الواضح والجلي الآن أن ماحدث ويحدث في ليبيا جدا مؤلم ويوجع القلب الله يحفظ لنا مملكتنا وخليجنا وجميع بلاد المسلمين ألقاكم بكل ود في منعطف آخر وأرجوا أن يكون أكثر إشراقا أمل الرجيعي