خالد السليمان - عكاظ السعودية كان أحد الزملاء في السابق يطلب مني عدم كتابة مقالات الانتقادات أثناء موسم الحج بحجة عدم تشويه صورتنا أمام ضيوف الرحمن، وعبثا حاولت إقناعه بأن نصف ضيوف الرحمن لا يجدون وقتا لقراءة الصحف، والنصف الآخر أصلا لا يجيدون اللغة العربية ! هذه الأيام يطرح سؤال مهم على خلفية تبني وسائل الإعلام وكتاب الصحف لبعض القضايا الإنسانية: هل عرض وسائل الإعلام لمثل هذه القضايا يغلف صورة المجتمع بالسلبية أم يكشف السلبية نفسها ؟! إنه السؤال الذي يلد سؤالا أهم: ما هو الدور الحقيقي للإعلامي أو الكاتب ؟! هل هو تسليط الضوء على السلبيات أم الإيجابيات ؟! أم الاثنين معا ؟! بكل تأكيد لا يمكن أن ننظر إلى نصف الكوب الفارغ دون النظر إلى نصفه الممتلىء، لكن ماذا عندما تكون قسمة النصفين غير متساوية، ألا يبرر ذلك عدم تساوي النظرة ومنسوب النقد ؟! وإذا أردنا للسلبيات أن تختفي فإن إغماض العين عنها لن يخفي وجودها، بل يخفيه إيجاد الحلول التي تطمسها وتسليط الإعلام الضوء عليها جزء من المعالجة لأن حل أي مشكلة يبدأ أولا بالاعتراف بوجودها ! الخلاصة.. الصورة القبيحة ليست إلا إنعكاس في العدسة التي تلتقطها، وعندما لا تجد العدسة ما تلتقطه فلن نجد في الصورة ما يكدر الخاطر !.