رياح ربيعنا العربي أتت على “الخيول والجمال” فطفق المنتشون مسحاً بالسوق والأعناق، فما عاد في “الزريبة” لا خيل ولا جمل.. هكذا يكون الانتصار للحمير التي ظلت حقباً مستلبة “الحقوق” في مناخات الاستبداد التي طالت البرسيم والتبن، وعليه فلن يكون الحمار عقب اليوم حماراً وإنما سيكون “خلقاً آخر” باستثناء خصوصية ستلازمه ما ظل حماراً وهو: “نهيقه” باعتباره أنكر الأصوات. ينص الخبر على الآتي: “تحت شعار (المسرح يحتفي بالثورة) انطلقت الدورة الخامسة عشرة ل(أيّام قرطاج المسرحيّة). وأعلن وزير الثقافة في ندوة أنّ من أهداف هذه الدورة استعادة الذائقة الفنّية والإبداعيّة التي شوّهها الاستبداد، مؤكداً (أنّ تونس باتت في حاجة إلى مثقّف حرّ) لا يقبل أيّة وصاية عليه تحدّ من حرّيته. تمّ عرض مسرحيّة (صاحب الحمار) للفاضل الجزيري. وهذه المسرحيّة التي ألّفها الكاتب التونسيّ عز الدين المدنيّ تدور حول ثورة الخوارج التي اندلعت في البلاد التونسية خلال القرن التاسع للقضاء على الدولة الفاطميّة. وقد جمع المخرج بينها وبين انتفاضة سيدي بوزيد جمع تلاؤم وانسجام، مستحضراً، في بعض مشاهدها، مصرع محمد بوعزيزي وما أفضى إليه من تداعيات خطيرة.. “ثمة ربط دال وخطير فيما بين “الخوارج” وبين بوعزيزي! قد يوحي بكوكتيل ما يجمع ما بين: يسارية “المرزوقي” وبين فقهيات “الخروج على الحاكم”! بمنهج مباين لموقف أهل السنة. فأي الفريقين أهدى سبيلاً؟!