تحت شعار «المسرح يحتفي بالثورة» انطلقت الدورة الخامسة عشرة ل «أيّام قرطاج المسرحيّة». وأعلن وزير الثقافة في ندوة أنّ من أهداف هذه الدورة استعادة الذائقة الفنّية والإبداعيّة التي شوّهها الاستبداد، مؤكداً «أنّ تونس باتت في حاجة إلى مثقّف حرّ» لا يقبل أيّة وصاية عليه تحدّ من حرّيته. وأعلن وحيد السعفي مدير الدورة عن اشتراك ثلاثة عشر بلداً عربيّاً في هذه الدورة وستة بلدان أفريقيّة ومثلها أوروبيّة لتقدّم مجتمعة أكثر من تسعين عرضاً، منها ثلاثة وخمسون عرضاً تونسيّاً. وأعلن أنّ الدعوة وجّهت إلى كثيرين من الممثلين والكتاب والمخرجين ليكونوا ضيوف شرف... لكنّه سرعان ما استدرك قائلاً إنّه يتوقّع غياب بعضهم «لأسباب قاهرة» مشيراً بذلك إلى الضيوف السوريين على وجه الخصوص. وقد افتتحت هذه الأيّام باستعراض ضخم قام بتصميمه الممثل فتحي الهداوي ضمّ فرق الشرف والموسيقى النحاسيّة وخيّالة الشرطة والجيش والحرس التونسي. وقد جاب الجميع شوارع العاصمة التونسيّة مستدرجين المدينة للانخراط في أجواء المسرح ومناخاته الساحرة. وعقب هذا الاستعراض تمّ عرض مسرحيّة «صاحب الحمار» للفاضل الجزيري. وهذه المسرحيّة التي ألّفها الكاتب التونسيّ عز الدين المدنيّ تدور حول ثورة الخوارج التي اندلعت في البلاد التونسية خلال القرن التاسع للقضاء على الدولة الفاطميّة. وقد جمع المخرج بينها وبين انتفاضة سيدي بوزيد جمع تلاؤم وانسجام، مستحضراً، في بعض مشاهدها، مصرع محمد بوعزيزي وما أفضى إليه من تداعيات خطيرة شملت الكثير من الأقطار العربيّة. وقد تمّ العرض في قاعة رياضيّة فسيحة تستجيب مساحتها لمقتضيات العرض الاحتفاليّ الذي جمع بين التمثيل والرقص الكوريغرافي والمؤثرات الضوئية والصوتية. ضمّ هذا العرض سبعة وعشرين ممثّلاً وأكثر من مئة عنصر ساهموا مجتمعين في إنجاز هذ االعمل الكبير. من العروض المسرحيّة التونسيّة التي تشارك في هذا المهرجان: «يحيى يعيش» للفاضل الجعايبي وجليلة بكّار و «فايسبوك» لفرقة مسرح «فو» و «قصر الشوك» لنعمان حمدة و «الكراسي» لمحمد الغزي و «آخر ساعة» لعزّالدين قنون و «الخلوة» لتوفيق الجبالي. ومن العروض المسرحيّة العربية: «هملت ماكينة 2» للبناني عمر أبي عازر و «علبة الموسيقى» للبنانيّة ميّا زبيب و «ما وراء البحر» للجزائري عبدالعزيز يوسفي و «الكراسي» للفلسطينيّ جوليان مارخميس و «هملت» للمصريّ حسين محمود و «كلني يا جناب السلطان» للقطريّ علي محمود و «نهاية العالم ليس إلا» للأردني نبيل الخطيب و «كرسيّ الاعتراف» للمغربيّ عبدالحقّ الزروالي و «عكبور خارج القصر» لليمنيّ منير طلال. وتحضر فرق إيرانيّة في هذه الأيّام للمرّة الثانية. ويختتم المهرجان بمسرحيّة «ترى ما رأيت» سينوغرافيا وإخراج أنور الشعّافي وتأليف الشاعر التونسي كمال بوعجيلة وتصور هذه المسرحيّة محنة الثقافة والمثقفين في زمن الديكتاتورية. وهذه الأيّام المسرحية تنظم كل سنتين بالتناوب مع أيام قرطاج السينمائيّة.