محمد بن عبد الله المشوح - عكاظ السعودية كان الشيخ يوسف المطلق -رحمه الله- والذي توفى أواخر الأسبوع الماضي أحد أعلام الدعوة والوعظ والإرشاد خلال الخمسين عاماً الماضية. عرفته منذ صغري يجوب المساجد لا يصلي فريضة إلا وينهض واعظاً ومذكراً وناصحاً بأسلوب دعوي متميز مع فصاحة في اللسان وجمال في المقال. التقيته في برنامجي الإذاعي في (موكب الدعوة) في مطلع سنة 1420ه وتحدث بإسهاب شديد عن تفاصيل دقيقة عن حياته وطريقته في الدعوة إضافة إلى حديث خاص عن تفسيره للرؤى والأحلام الذي اشتهر كأشهر مفسر للرؤى والأحلام في هذا العصر. استفتحت اللقاء معه وسرد تعليمه الابتدائي سنة 1377ه ثم انتقاله إلى الدراسة في المعهد العلمي والكلية وتخرجه سنة 1378ه للهجرة، ثم التحق -رحمه الله- بوزارة التربية والتعليم «المعارف آنذاك» بعد أن اعتذر آنذاك عن القضاء متذرعاً بصغر سنه فتم إعفاؤه بعد رفضه التام. رغب في سلوك طريق الدعوة والإرشاد والوعظ مبكراً فحظي بمباركة وتشجيع خاص من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- مفتي الديار السعودية وكذلك الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم عليهم -رحمه الله جميعاً-. ثم استمر في الدعوة والإرشاد وكان -كما يقول- تشجيع ودعم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- له دور في استمراره في الدعوة في الداخل والخارج. استمر اللقاء معه أكثر من ساعتين تحدث فيهما عن انطلاق جهود دعوية مبكرة كان همها الوعظ والإرشاد في المساجد وكافة الأماكن وانبرى لتلك المهمة ثلاثة أشخاص بارزين وهم: الشيخ عبدالرحمن الفريان وكان تركيزه في دعوته على جوانب العقيدة وتصحيح الأخطاء فيها والتحذير من البدع. والشيخ يوسف الملاحي وكانت طريقته في الدعوة تتركز على الوعظ المباشر. أما الشيخ يوسف المطلق فكان تركيزه على الجوانب الاجتماعية وخصوصاً الأخطار التي تحدق بالأسرة وتربية الأبناء وكان له رحمه الله طريقة مؤثرة وجذابة في هذه الجوانب. كما أشاد رحمه الله بالجهود التي كان بذلها الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله والداعية عبدالله بن مسعود. كما تحدث في ذلك اللقاء عن المعبِّرين وأن البعض لديه جرأة على الله ويعبرون بلا وجه أو دليل أو تأمل وهؤلاء أقرب إلى الكهنة منهم إلى المعبرين وأهل التأويل. وحذّر من المرتزقة الذين يكتبون ويؤلفون في هذا الجانب وهم ليسوا من أهل البصيرة. فماذا لو أن الشيخ يوسف رحمه الله حياً فيرى اليوم هذه القنوات المليئة بتلك الأصوات المتلاعبة بهذا العلم وقد نصبوا أنفسهم ليعبروا الأحلام. لقد تحدث الشيخ محمد العبودي عن أسرة الشيخ يوسف المطلق وأنهم أسرة معروفة في خب القصيعة غربي بريدة وظهر وبرز من هذه الأسرة رجال وعلماء أشهرهم على الإطلاق الجواد الكريم السخي الشيخ علي المطلق رحمه الله والذي كانت له حكايات وقصص عديدة أشبه بالأساطير في جوده وكرمه وبذله وعطائه. وقال عنه الشيخ محمد العبودي: «لقد عرفت الشيخ علي المطلق معرفة حقيقية كما عرفت جده صالح المطلق معرفة حقيقية فالشيخ علي المطلق فوق ما وصفه الواصفون نادر في الكرم وحسن الخلق والعطف على الفقراء والمعوزين محب للكتب كثير المطالعة ومجالسة ومذاكرة طلبة العلم. أما الشيخ يوسف المطلق فهو صنو للشيخ علي في خلقه وجوده. رحم الله الشيخ يوسف المطلق الواعظ المعبِّر فقد كان فصيح اللسان حسن المقال. أكرمه الله بتعبير الرؤى والأحلام كما أكرمه بصلاح أبنائه الكرام الذين طالما تحدث عن صلاحهم وأهمية تربيتهم فأقر الله عينه بطلبة علم ونجباء حملوا راية العلم والدعوة من بعده. رحم الله الجميع وبارك في عقبه.