أضم حرفي لحروف كل من كتب عن المشهد الاجتماعي السعودي في قضاء الأسر إجازاتها الرسمية في دبي والبحرين..؟ المشهد يثير الشفقة والاستفهام، وربما يتطلب الأمر إنشاء هيئة وطنية تدرس نظام الإجازة عند المواطن السعودي وكيفية قضائها بما يرضي المواطن ويشبع احتياجاته بما لايخرج من منظومة القيم الإسلامية..؟؟ تقول الأخبار الصحفية أن أكثر من 55 ألف زائر ينتقل يوميا من جسر الملك فهد متجها للبحرين، وتلك الأخبار تؤكد أيضا أنه حتى منتصف الأسبوع الماضي بلغ المسافرون أكثر من 300 ألف زائر عن طريق نفس الجسر..؟ لن أتساءل كم بلغ المسافرون بنهاية الإجازة، لأنني على ثقة أن شركة الكهرباء والماء قد شعرت بانخفاض كبير في القيمة الاستهلاكية عند سكان مدينة الرياض على وجه الخصوص فيما ارتفعت القيمة الاستهلاكية للمواطن السعودي في دبي والبحرين..؟؟ المواطن السعودي مع كل إجازة مهما كانت صغيرة بات يشد رحاله للدول الخليجية القريبة وخاصة دبي والبحرين ..؟ لن أبالغ كما قلت سابقا وفي أكثر من مقال أن المواطن السعودي بات الرهان الرئيس للمشاريع الترفيهية في دول المنطقة وتقول الأخبار وقراء الرؤية المستقبلية أن الدوحة دخلت على الخط وتبحث عن آلية تقتنص من خلالها حصتها في كعكة الاستثمار في إجازات المواطنين السعوديين..؟ لنأتي للجانب المهم في المشهد من تلك الحكاية التي تتكرر كل إجازة وهي ماذا يريد وماذا يفعل هذا المواطن هناك في البحرين ودبي وحديثا الدوحة..,الوقائع تقول فقط العائلة تتناول طعامها مع بعض دون اكتراث بمن يجلس بجانبها..؟ العائلة وخاصة السيدات يستمتعن بشرب القهوة والشاي بأماكن مفتوحة تزيد فيها نسبة أكسجين الحياة والثقة والعفوية والتوقعات الايجابية من الجميع.., العائلة بأكملها تذهب لمشاهدة فيلم سينمائي ثم يعودون لمدينة الألعاب والتزلج والعبث بقطرات الماء مع نسائهم وصغارهم.., يعودون لمواقع سكنهم يضحكون مع صورهم الجماعية. وقد انتعش داخل طفل صغير يشعرهم أن في الحياة مسامات متنوعة ومتعددة للفرح والسعادة دون إغضاب الله أو الاقتراب مما حرم.. هناك حيث الفرح مشروع بشري معترف به في كل تفاصيل الحياة يشترك المواطن السعودي مع الآخرين بابتسامة نقية لا يشوبها نظرات قادمة من قاع الشك والريبة والحذر.., هناك حيث الإجازة مشروع طبيعي لالتقاء الأسرة والتواصل بين أفرادها بعد العناء من العمل والجري وراء لقمة العيش.. هناك حيث الابتسامة طبيعية ولا تعقبها تعويذة ...,هناك يمارس المواطن السعودي حياته وفق رؤية مشروعة دون أن يفتعل السلوك أو يفتعل الأطر المحيطة به فقط يتصرف ويتحرك بعفوية تشعره أنه إنسان يستطيع أن يفرح ويضحك ويستمتع باجازته مع أسرته مثل الآخرين.. إنسان لا تقيده سلاسل الوصاية من كل صوب وحدب.. السؤال ما الذي يمنع أن نكون طبيعيين مثل الآخرين ونستمتع بإجازاتنا وتفاصيل يومنا في وطننا وإن سافرنا فيكون فقط للتغيير وليس لنتذكر أن الحياة لها لون وطعم آخر..