لم يعد جسر البحرين خلال الأسبوعين الماضيين متنفساً ومنفذاً تعبره آلاف الأسر السعودية والبحرينية في نهاية الأسبوع، لقضاء إجازة سريعة لا تتجاوز ساعات، لغرض الترفيه، أو التسوق وزيارة الأهل والأصدقاء، فمن يرَ الجسر من بعيد يشاهدْ موظفي الجوازات ينتظرون قدوم السيارة، وذلك لا يحصل إلا «نادراً». فالأحداث التي تشهدها البحرين جعلت حركة المرور على الجسر خفيفة جداً. موظف في جسر الملك فهد تحدث الى «الحياة» مشيراً إلى العمل في ظل انكماش عدد المركبات التي تعبر الجسر يومياً، ويقول: «كانت الأعداد كبيرة جداً وتتضاعف مع نهاية الأسبوع»، ويضيف: «أبتسم كلما أتذكر وأقارن، فالمشهد أشبه بالكأس التي كانت ممتلئة وفجأة تجدها فارغة، هذا حال الجسر الذي أصبح بعد أعوام بسيطة يستقبل أضعاف طاقته الاستيعابية». ويضيف: «كانت عناوين الصحف تتحدث في نهاية كل أسبوع وفي المواسم والمناسبات، عن أعداد العبور على الجسر، كانت الأعداد تزداد يوماً بعد آخر، وتشير إلى أنه أصبح لزاماً على إدارة الجسر أن تعمل على تطويره، والتفكير في تقليص الإجراءات لتخفيف الازدحام». وترى شوق البريك (أم لثلاثة أطفال)، أن الأمر لا يتوقف على نقل صورة سريعة للمشهد الحاضر على الجسر، لآن آلاف السعوديين والمقيمين، يعيشون في حال من الانتظار، لانتهاء الأزمة، لأن كثيرين من مواطني البلدين اعتادوا التنقل في الإجازة الأسبوعية. وتضيف: «صباح كل أربعاء، نلبس ثوب النشاط ونشعر بأن الدوام سيكون قصيراً وخفيف الظل، فعقارب الساعة سيلاحق بعضها بعضاً لتصل إلى الثالثة عصراً لننطلق وعائلتي الى البحرين، هناك نجد السينما والترفيه، وتختلف عن المملكة، مثلها مثل دبي، بيد أن البحرين بحكم المسافة أقرب فتكون الوجهة الأولى، وأصبحت أنتظر أن تنتهي الأزمة الجارية والتي حرمتني لأسبوعين من الذهاب مع أسرتي في خروج يكسر الروتين الأسبوعي»، مضيفة: «نأمل السلامة لأهل البحرين فهم شعب طيب ومضياف وأهلنا». وتشير البريك إلى الأسبوع الماضي وتقول: «قضينا الإجازة في أحد المجمعات التجارية في المنطقة، وعدنا سريعاً لمتابعة الأحداث التي كانت تجرى هناك عبر التلفزيون». ولا تختلف عنها صالحة باوزير، فهي أيضاً تعتقد أن ما يحدث في البحرين «حرم آلاف السعوديين والبحرينيين من قضاء إجازاتهم الأسبوعية هناك». وتضيف: «لا يزال الارتباك موجوداً على الجسر ويكثر الحديث حول السماح بالعبور من عدمه، ونحن فضلنا عدم الذهاب مخافة أن نمنع من العبور ويضيع وقتنا في المشوار». وتؤكد أن الجو الأسري في البحرين، يخلق حالاً من الدفء للعائلة السعودية التي لا تجد فارقاً يذكر في العادات والتقاليد، خصوصاً أن الروابط العائلية والأسرية متشابكة بين البلدين لدرجة كبيرة جداً، وتشير إلى أن «قضاء يوم أو المبيت ليلة في البحرين أمر معتاد لآلاف الأسر السعودية». الشاب نايف يعتبر أن «السفر إلى البحرين في الإجازة الأسبوعية أمر معتاد للكثير من الشباب، إذ إن الغالبية تذهب لمشاهدة السينما، وبعض العروض المسرحية التي تقام هناك». ويقول: «نعلم أن الكثير من الدول العربية تعاني من اضطرابات سياسية، وأن قسماً منها تجاوز هذه المحنة مثل تونس ومصر، وأن بلداناً أخرى تعاني من هذه المشاكل مثل البحرين وليبيا واليمن والمغرب والأردن، ولكن هذا الأمر لن يدوم طويلاً»، آملاً في أن «يكون الوضع أكثر اطمئناناً في القريب». ويوضح أن الذهاب إلى البحرين «لم يعد سفراً، لأن كثيرين من الشباب والعائلات السعوديين يذهبون إلى هناك لقضاء ساعات معدودة ثم العودة، والأمر ينطبق على البحرينيين، فكثيرون منهم يقصدون السعودية للتنزه والتبضع، وزيارة الأهل، ثم العودة في اليوم نفسه». ويستطرد: «ستعود الأمور قريباً كما كانت».