عبده خال - عكاظ السعودية استغربت من الوعيد الذي حمله البيان الصادر من جامعة الإيمان (مركز أبحاث الطب النبوي) على لسان رئيسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني باللجوء إلى القضاء السعودي لمقاضاة الدكتورة سناء فلمبان مديرة البرنامج الوطني السعودي لمكافحة الإيدز كونها شككت في ما يشاع عن اكتشاف الشيخ الزنداني علاجا لمرض الإيدز.. وهو الاكتشاف الذي يتناقله الناس بأن الشيخ وجد علاجا ناجعا لهذا المرض الذي فتك بالعالم ويعالج به من قصده. وإن يشكك المرء في إشاعة لم تتحقق على أرض الواقع يكون تشكيكا مقبولا إلى حين يثبت الآخر صدق ما ذهبت إليه الإشاعة.. وسبب استغرابي أن الشيخ الزنداني رجل علم ويعلم أن الناس يتهافتون صرعى بسبب هذا المرض الفتاك والذي حصد الأنفس في كل مكان، فإن كان الشيخ الزنداني قد توصل إلى علاج لمرض الإيدز فإن الإعلان عن هذا الدواء سيدفع بأكبر الشركات العالمية إلى شراء الدواء بملايين الدولارات (أو اليورو) هذا إن كان القصد من عدم الإعلان عن الدواء ربحيا.. ويأتي الاستغراب الآخر مما تعلمناه من حديث (إن من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة) رواه أبو هريرة، وإن جاء تضعيف الحديث السابق حين رد أبو هريرة على متهميه بالإكثار من رواية الأحاديث بقوله: لولا آية في كتاب الله ما حدثت أحدا بشيء، ويقال إنه قال آيتين هما: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون(159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم)... وذهب البعض أن المقصود في هاتين الآيتين أهل الكتاب كونهم أنكروا صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الموصوف بها في كتبهم.. وبعيدا عن الاختلافات حول الحديث أو المعني بالآيتين القرآنيتين تظل ثقافتنا الإسلامية تستكثر على عالم جليل إخفاء علم يسعد البشرية أو ينقذ نفسا لقوله تعالى: (إنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا } {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}. فليكن إعلان الشيخ عن اكتشافه من باب (من أحيا نفسا)، وهو المنهج الذي يصب في دعوة الشيخ الزنداني فإن كان فعلا قد توصل إلى علاج ناجع لمرض الإيدز (ونسمع أيضا عن اكتشافه لأدوية تقضي على أنواع من السرطانات)، فهو حجب لعلم يحتاجه الناس وإذا كان غضب الشيخ الزنداني من تشكيك الدكتورة سناء فلمبان (ووصف ادعاءها بالادعات الباطلة المتنافية مع المنهجية العلمية) يصبح من الملح مناداتنا للشيخ الزنداني وبنفس حجته أن الصمت على اكتشاف علاج وحجبه عن الناس يتنافى مع المنهجية العلمية.. وإن لم يتناف مع هذه المنهجية فهو يغلق دربا سنه الله تعالى في قوله: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}.. أليس كذلك ياشيخ؟