«نجحت» أم «لم تنجح»؟! قدمت «جديداً» أم لم تقدم؟! مضمون برامجها مفيد وبسيط أم خاوٍ ومكرور؟! لغتها وروحها «شبابية» أم «سطحية»؟!... يمكنك أن تطرح أسئلة كثيرة، مثل تلك، بهدف تقويم تجربة «إذاعات موجة الFM» الخاصة الجديدة، التي دخلت عامها الثاني قبل أشهر. لكن السؤال الأكثر إلحاحاً: إلى من توجه هذه الأسئلة؟! نشرت «الحياة» أمس، الحلقة الأولى من تحقيقها المعنون ب«الإذاعات الجديدة في الميزان». وجهت أسئلتها عن تقويم التجربة الأثيرية الجديدة إلى أساتذة إعلام ومستمعين من العامة، فظهر تباين واضح بين مؤيد ومعارض لما تبثه الإذاعات الجديدة (ألف ألف، مكس، روتانا، يو). «سطحية. مضمون خاوٍ. تكرار. فخ التقليد. نسخ شبه كربونية. مخاطبة الغرائز. فقاعات. غياب مهارات المذيعين في التواصل مع المستمعين. التوجه إلى الشباب فقط. لغة ركيكة. فشل»... هذه بعض من عبارات كثيرة وردت في حلقة أمس، وصب في سياق نقد المحتوى. «الحياة» نقلت تلك العبارات هاتفياً، إلى مديري الإذاعات الجديدة، وإلى مدير الإذاعتين القديمتين نسبياً (ام بي سي وبانوراما). بين رأي «النظريين» (أكاديميون ومستمعون في حلقة الأمس، وحتى كتاب الرأي في الصحف)، ورأي التطبيقيين أو التنفيذيين (مديري الإذاعات)، تتكون صورة جديدة. للوهلة الأولى يسقط النقد في أول اختبار، فهناك وعي لدى مسؤولي الإذاعات الجديدة والقديمة، بكل ما يقال. هؤلاء يرون الوجه الآخر للحقيقة، الوجه الواقعي والعملي. هنا في الحلقة الثانية يعبرون عن رؤيتهم، يرفضون «الأحكام المستعجلة»، ويصرون على «البساطة». طالبوا المنتقدين بالتروي. اعتبروا تجاربهم «شبابية ووطنية» بامتياز، تعتمد على العلم والأرقام وتجارب المحترفين في المجال، وكل ما تحتاج إليه هو الوقت فقط. لكن، بعد قراءة هذه الحلقة، هل تكتمل الصورة؟! المحتوى ليس كل شيء. ماذا عن الجانب التجاري، فمن دون الأرباح لا تقوم الصناعة؟ غداً، حلقة ثالثة وأخيرة، تحت عنوان: وزارة الثقافة والإعلام ترسل «مُستثمري الFM» في «مهمة مستحيلة»! حمد ناصر: القاعدة في «أف أم» الشباب والترفيه