فتح الزميل تركي الدخيل جدلا لم ينته، إثر تقديمه إصدارا يحمل عنوان: كيف تربح المال بأقل مجهود. غلاف الكتاب يعطي فكرة عن المضمون، فهو يتضمن صورة لرجل يتكئ برأسه على يديه، في دلالة على الاسترخاء والكسل. لكن الجدل الذي فتحه الكتاب لم يكن على العنوان ولا الغلاف، فالكتاب جاء مطابقا لعنوان هذه المقالة، يغمر البياض صفحاته، وهو أمر فتح الكثير من الجدل حول تسويق مثل هذا الكتاب. الفكرة التي حاول تركي الدخيل إيصالها للقارئ، أن الأفكار أحيانا تنجح وتحقق عوائد ليس فقط لأنها مفيدة، بل لأن تسويقها يكون جيدا. إذ ما أكثر الأفكار والرؤى النبيلة، لكن الكثير من هذه الأفكار يكون هبة للريح فقط. هذه إحدى القراءات التي يمكن تضمينها أو استخلاصها من خلال الكتاب الأبيض لتركي الدخيل. الضجة التي أثارها الكتاب الأبيض، لم تنته، رغم أن تركي الدخيل أعلن أنه سيتبرع بقيمة طباعة الكتاب (ذو الصفحات البيضاء) وجميع عوائد المؤلف ودار النشر لنادي الصم والبكم للفتيات في جدة. فكرة تركي الدخيل البيضاء، أشاعت حوارا، وكانت فرصة سانحة للمحبين للفكرة والكارهين لها كي يخوضوا في التفاصيل، وأحيانا كي يتجاوزا هذه التفاصيل إلى ما لا يليق أن يقال. هي ضريبة المعلومة السريعة، التي تجعل من اشترى الكتاب ومن لم يشتر الكتاب يتباكون على ما يعتبرونه خديعة، أو يصفقون للفكرة باعتبارها رسالة لافتة للغاية.