الصديق تركي الدخيل ذكرني بقصة لرجل أعلن عبر الصحف عن كيف تكسب مليون دولار وكثف نشر إعلانه مرارا طالبا ممن يريد كسب المليون إرسال دولار واحد إلى عنوانه، وبعد أن جمع الملايين أعلن إعلانا واحدا يقول فيه: أفعل كما فعلت. أي تدبر أي وسيلة (تضحك) بها على الناس من أجل أن يبعثوا لك بالمال ثم اكشف لهم عن خدعتك. وكنت أتمنى أن لايسلك الصديق تركي الدخيل هذا المسلك، فهو مسلك وعر لن يفهم القصد منه سوى الاحتيال مهما كانت الفكرة نبيلة ومضمرة في نية الصديق تركي. ولكي يدخل معنا في الموضوع القراء نقول إن الصديق تركي الدخيل أصدر كتابا بعنوان (كيف تكسب المال بأقل مجهود)، والكتاب عبارة عن صفحات بيضاء ماعدا الصفحة الأخيرة التي حملت جملة: (أرجو أن تكون الفكرة وصلت بوضوح). وحقيقة لم تصلني الفكرة بوضوح كوني أثق بأن الصديق تركي ليس بمحتال حتى يلجأ إلى مثل هذا السلوك ولو أنه أراد إرسال رسالة اجتماعية بكوننا مجتمعا ساذجا يسهل خداعه بأساليب بسيطة إلا أن هذه الرسالة سيكون ضررها عميقا على مصداقية الدخيل فهو إعلامي ويعرف معنى أن تشتعل بك نار المنتقدين، وهو اشتعال ليس له علاقة بالأفكارك بل بنزاهتك.. ومشكلة الكتاب أنه جاء حاملا عنوان كيف تكسب المال بأقل مجهود، فهو عنوان ينتظر منه شرح الطرق أو الأفكار الاستثمارية الجالبة للأموال ويكون الثمن المدفوع للكتاب مقابل ماكتب من أفكار أما أسلوب (ادفع دولارا واكسب مليونا) فهو أسلوب غير نزيه البتة، ولو أن الكتاب جاء أبيض الصفحات تماما وبعنوان تأويلي آخر وانتهى بمقولة (أرجو أن تكون الفكرة وصلت بوضوح) فيمكن تأويل البياض بتأويلات عديدة ربما تجعل من فعل تركي مبحثا عميقا عما لم يكتب في الكتاب وتكون الجملة الأخيرة هي المحفزة لانثيال تأويلات كل من يمر بهذا الكتاب كان يمكن ذلك أما إذا كان الكتاب يستهدف جمع المال وبالطريقة التي حدثت فهي فكرة قصيرة العمر كون أول من يشتري الكتاب سوف يفضح التلاعب الحادث وبالتالي لن يجني الكتاب من الأموال إلا النقمة على تركي الدخيل الإعلامي والمثقف... ونصيحة صديق أقدمها لتركي بوجوب سحب الكتاب والاعتذار لمحبيه واعتبار ماحدث كبوة جواد..