لم يمر الكتاب الذي «ألّفه» الإعلامي تركي الدخيل أخيراً، الذي جاء بعنوان «كيف تربح المال بأقل مجهود؟»، وهو عبارة عن صفحات بيضاء فارغة من أية محتوى، مرور الكرام على المغردين في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، فسرعان ما «هشتقوه»، حتى أصبح من دون منازع هو «الهاشتاق» الأكثر تفاعلاً خلال الأسبوع الماضي. فتحت هاشتاق #TurkiFakeBook (خدعة كتاب تركي)، أعلن المؤلف بعد أيام من الهجوم العنيف الذي تعرض له أنه سيتبرع بقيمة طباعة الكتاب (يطبع في دار مدارك التي يمكلها الكاتب)، ذي الصفحات البيضاء وجميع عوائد المؤلف ودار النشر لنادي الصم والبكم للفتيات بجدة. ولكن مع كل ذلك لم ينفع ولم تهدأ وتيرة الهجوم، اذ قال عبدالله عبدالعزيز: «هل بينت على الكتاب أن ريعه سيذهب لنادي الصم والبكم في جدة؟». ويرى إياد الحكمي أن «تصريح الدخيل بالتبرع بعائدات الكتاب الأبيض هو شكل استفزازي من أشكال الدعاية للكتاب بعد فشل التجربة»، بينما يرى عاصم السلمي مدافعاً: «فكرة إبداعية وجرأة غير عادية». المغردة آلاء الخلف ترى من جهتها أن الفكرة سبق ونفذت، أي انها مستنسخة وبعيدة كل البعد عن الإبداع الحقيقي الذي تحتاجه الساحة العربية في ظل التغيرات السياسية والفكرية. ويؤيدها في الحديث «هذيان حلم»: «أعتقد أن كتاب تركي الدخيل مقتبس من كتاب البروفيسور شريدان سيموف، وقد تربع على قمة قائمة الكتب الأفضل مبيعاً لم أتعجب لأنها فكرة قديمة». المغرد عبدالرحمن السعيد قال متندراً: «إن كتاب تركي الدخيل هو الكتاب الوحيد الذي لا تندم على إعارته لأحد». وعلى رغم وجود مهاجمين فهناك أيضاً مدافعون، إذ تقول سلافة الشريف: «هذا مجتمعنا للأسف ينتظر الغلط من الشاطر ليبدأ بمحاسبته أو لومه»، وتضيف: «لو كان عدد المهاجمين لتركي الدخيل هو عدد القراء نفسه في بلادي لكانت وكنا بألف خير». ويتساءل ضمن الهاشتاق مجدل ابن مهمل: «ما أعجز عن فهمه كيف صرح له من وزارة الإعلام؟». وكتب منتقداً بحدة علي منصور العسيري مخاطباً تركي الدخيل: «جملة «سأتبرع بعوائد كتاب فاضي» هي مطابقة ومرادفة لجملة أخرى هي «مارح أتبرع بشي».. أنت مطالب بالاعتذار لجمعية الصم والبكم»، مضيفاً: «أجل تبرع بعوائد الكتاب وأنت متأكد مليوناً في المئة انه لا يوجد من سيشتريه». بعض المغردين أيضاً تساءلوا عما إذا كان الدخيل سيقدم الحلقة المقبلة من برنامجه «إضاءات» من دون ضيف!». عبدالعزيز الحبابي قال في «تويتر»: «انطوت صفحة القذافي وكتابه الأخضر لتبدأ مرحلة الدخيل وكتابه الأبيض!». أما وليد الخضيري فيرى أن «الكتاب فضيحة واستغلال للنجومية والجماهيرية الكتاب. يبدو حجمه 200 صفحة، ولكنها صفحات بيضاء تماماً». وتهاجم في الهاشتاق نفسه اعتدال الناجيم، اذ تقول: «ما حصل هو تسويق مبني على استغلال للسمعة والثقة، ويدخل في خانة خداع العميل، فلا قيمة تضاف للقارئ من شراء هذا الكتاب، إذاً هي سلعة وهمية». المؤلف «يتحدى» أن يثبت أحد أنه تعرض ل«الغرر» !